الخميس، 28 أغسطس 2014

تقرير إلى "كمت" 2

تفتّح الوعي لدي بالطبيعه و الاشياء ، و بذاتي بصفه خاصه بشكل عشوائي تماماً ، المواضيع الوجوديه محلّ التفكير بالنسبه لي لم تكن مترابطه و لم تكن ذات نسق واحد محدد ، مؤخراً اصبحت اميل الى التشبث بخيط وجودي واحد، طريق واحد اسير عليه في النظر و الفهم و التجربه و التفكير ، و لكن يبدو ان الطريقه العشوائيه لحصد المواد محل الوعي هي الطريقه الانجح ، لأنني منذ عرفت معنى الوعي بالاشياء ، و منذ تمسكت بخيط واحد للوعي ، اصبحت اكثر بطئاً في التعلم و الاستيعاب، لم تعد هناك طفرات وعي مفاجئه، لم تعد هناك تيارات وعي حافله ، اصبح الامر أشبه بنزيف عقلي بطيء متجلط معظم الوقت .
الوعي بالنسبه لي هو الفهم ، المعرفه ، و هذا أمر أثره شديد الوضوح في التجربه ، فالتجربه الواعيه تتميز بأنها تضيف الى نفسي و الى شخصيتي و الى خبراتي ، و التجربه التي تمر بدون ثمّة وعي كبير تمر مرور الكرام، او مرور اللصوص ، لا اشعر بها ، لا تضيف الى داخلي شيء ، لا تثري شخصيتي او تجربتي .
الفهم يعني مثلاً انني ارغب في فتاه ، احبها ، ارغب في الحصول على قلبها ، اتعامل معها بشكل متكرر ، كل مره لها مبرر جديد، احافظ على خيط واضح من التواصل ، شعرة معاويه التي سرعان ما تتحول الى باروكة مارلين مونرو ، هذا التعامل العقلي الواعي مع قصة الحب يميز الوعي ، اما قصة الحب التي تمر بدون وعي ، فهي تلك القصه التي اتعامل فيها بعاطفيه شديده، اترك الامور تجري كما هي ، لا احافظ على شعرة معاويه ولا حتى قملة دون جوان ، لا توجد جُرأه ولا يوجد إصرار، لا يوجد سعي واعي ، تجربتي مع الوعي علّمتني انني استطيع ان أحرّك دفّة السفينه ، علمتني ان اعيش بقصد ، الا انها علمتني ايضاً ان اعيش بمكر ، فمثلاً كانت هناك تلك الفتاه صديقة اختي ، كانت معجبه بي بشده و لكني لم اكن ابادلها الاعجاب فلم اسعى للحصول عليها ، لم اهتم كثيراً ، بل فهمت الامر متأخراً ، الى درجة انها حين ارسلت لي رساله على التليفون تخبرني فيها صراحه بانها تحبني ، ظننت انها خلطت بين رقمي و بين رقم اختي ، و انها تقصد اختي بهذه الرساله ، كنوع من الرسائل الرومانسيه المائعه التي تتبادلها الفتيات معظم الوقت . هل كان هذا غباء و عدم وعي ام كان اتساق مع القلب و العاطفه ؟ . لا اعرف . وقد كنت وقتها في عامي الجامعي الاول! .
لقد فهمت الطبيعه الانسانيه متأخراً جداً ، و لكن هذا لا يعني انني كنت ملاك ، انني في طفولتي كنت اكثر طفل شهواني غريزي يمكن ان تقابله على الاطلاق ، إلتزمت بنموذج فرويد الجنسي عن الطفوله بشكل دقيق ، كانت لي تجارب من الاحتكاك الجنسي السطحي مع ابناء الجيران في مثل عمري و انا في المرحله الابتدائيه المبكره ، و لم اتورع ايضاً عن التحرش بأقدام قريباتي من الفتيات البالغات ، إلا انني كنت امارس كل هذا بدون اي شعور بالشر ، بدون اي شعور بتأنيب الضمير ، بدون اي وعي ، لا اذكر متى توقفت عن تلك الغريزيه الفجّه ، ربما كانت مع اكتشافي للكمبيوتر ، في الصف الاول الثانوي ، لقد كان لجهاز الكمبيوتر المنزلي دور كبير جداً في حياتي و في بناء شخصيتي في وقت مبكر ، انني استطيع القول ان الكمبيوتر هو الذي تولى تربيتي و انا مراهق ، صحيح انه بعد ذلك فتح عيني على عالم من المواد الاباحيه على الانترنت ، لأشاهد اوضاع لن يصدق ابي و امي ذاتهم انها ممكنه في العمليه الجنسيه ، الا ان هذا جاء في وقته ، لم ياتي مبكراً ، كما انه لم يأتي متاخراً ، و شاارك بدوره في تخريب - او صياغة - شخصيتي.
كانت خبرتي الاولى مع الوعي غريبه بعض الشيء ، كان عمري ثلاثة و عشرون عاماً ، كنت وقتها استنشق دخّان الحشيش مع قهوجي في بوفيه احد المقاهي الشعبيه بجوار منزلي ، وقتها دخل الى المقهى احد الزبائن ورآني أُدخّن الحشيش بمشاركة القهوجي و صاحب المقهى ، فقال لصاحب المقهى (احنا قلبناها خمّاره هنا ولا ايه؟) . وقتها غضب صاحب المقهى ورد على الرجل بصوره حاده ، موضحاً حدود تدخُّله في ما لا يعنيه ، اما انا فجلست صامتاً لا اعرف كيف أرد ، عدت الى المنزل في تلك الليله مسطول و مُستاء ، كيف و انا الذكي الصايع لم استطيع الرد على هذا اللعين ؟! .. لقد كنت دائماً اجلس في هذا المقهى - وحيداً معظم الوقت -  أدخن الشيشه و اقرا كتاباً ، كنت تراني فتحسب انني مثقف طيب كئيب غلبان ، و لكنني كنت ايضاً من الطراز الذي يدخّن الحشيش داخل البوفيه مع صاحب المقهى نفسه ، و هو امتياز لا يناله الا القله القليله من اللذين بلغوا اعلى مناصب الصعلكه . ليلتها فكّرت انني بحاجه الى استخدام خبراتي السابقه من التعرض للمواقف المحرجه في رد اي هجوم لفظي يحدث لي في المستقبل ، و قد كنت املك خبره مهوله في كم المواقف المحرجه التي مررت بها في حياتي ، اصلاً فإن الخجل كان هو معركتي الوجوديه منذ كان عمري خمسة عشر عاماً و حتى اصبح عمري ثلاثة و عشرين عاماً ، دائماً املك ما اقول و لكنني لا اعرف كيف اقوله ، لم اكن استطيع المشاركه في السماجه الانسانيه الاجتماعيه المسماه ( كلام ) . الى درجة انني - وكان عمري اثنان و عشرون عاماً - في بداية حفلة خطوبتي - فقد كانت لي تجربة زواج لم تكتمل في عمر مبكر من حياتي و لم تتجاوز مرحلة الخطوبه - كنت اجلس انا و ابي و امي و اختي و زوجها ، زوج اختي كان شاباً صغيراً يقربني في السن ، اكبر مني بعام واحد ، و ان بدا اكبر ، كان شخصيه اجتماعيه كثيرة الكلام و المزاح ، ليلتها كان يرتدي بدلة و ربطة عنق ، بينما انا العريس كنت ارتدي قميصاً عادياً ، وقتها ظن بعض أهل العروس الذين لم يروني من قبل ان العريس هو زوج اختي و ليس انا ، لأنني كنت اجلس صامتاً ، بقميصي البائس و صمتي الاكثر بؤساً .

الأحد، 24 أغسطس 2014

تقرير إلى "كمت" 1

بعد وقت مناسب من الألم ، و بعد فتره مناسبه من تعاطي المخدرات ، أصبحت لدي رؤيه وجوديه .
كنت في الثالثه و العشرين عندما أثارني لأول مره سؤال عميق : ماذا يوجد بداخلي ؟!
تخيلت بناء مصفوفه انسانيه بداخلي ، انسان متعب يدير ملف حديدي ضخم ، يحرك تروس كثيره ، و شعوب تعمل و تكدح ، و عوالم تتصارع و تنتظم ، لكي استطيع انا في النهايه ان اكون موجوداً ، تخيلت ملاحم تحدث بداخلي من أجل حلم وجودي لا يستطيع احد من الانسانيه القاطنه بداخلي تفسيره ، وهو حلم أن يكون لدي أمل ، أو أبتسم ، أو أحلم .
أعرف انه من قبيل الغرور ان اتخيل نفسي إله أو كون ، و لكنه لم يكن خيال او غرور ، لقد كان احساساً بالاشفاق على العاملين في الدرك الاسفل من ذاتي ، من أجل منحي إبتسامه ، أو حلم ، أو رؤيه ، أو إلهام ما من أي نوع .
كانت بداية حبي للفلسفه و التفلسف هي اشعار درويش ، و انا اسمعها تحت تأثير دخان الحشيش ، لكم من تساؤل فلسفي دار في رأسي مع الدخان ، لكم من حيره استطعت فك طلاسمها ، لكم من خريطه استطعت رسمها لشواطيء ذاتي ، لكم من كلمات استطعت سبر أغوارها ، و لكن في كل مره كان السؤال يتسع كلما اتسعت الاجابه ، يزداد صعوبه كلما ازدادت الاجابه دقه ، كانت حيره تتغذى على هزيمتها ، و شعرت في لحظه ما ان انتصاري في هذه المعركه الوجوديه في هزيمتي ، و هزيمتها في انتصارها ، انها معركه ذات نتائج عكسيه ككل شيء ماكر و معقد في هذه الحياه . ألم يقل أينشتاين من قبل ان الاجابه المعتمده على الالهام المباشر للحواس في عالم الظواهر الفيزيائيه تكون خادعه و خاطئه بالضروره ؟! .. حسناً ، انا لم استطع يوماً أن اقوم بتجزئة الوجود الى عالم فيزيائي و عالم ميتافيزيقي ، لطالما ظننت ان لكل شيء إمتداد فيزيائي ، فقط له قواعد خاصه ، ليست مختلفه ، انها تظل إمتداد لما لدينا على الارض في هذا العالم ، مسألة انه لا يوجد قطع في استمرارية الوجود ، كما انه لا يوجد قطع زمني كذلك الموجود في نهاية كل صفحه من كتاب التاريخ ، بل لا يوجد في الزمن جمله اعتراضيه أو سطر منتهي ، ربما توجد فواصل لكن لا توجد ( نقطه ومن اول السطر ) ، و لذلك كنت دائماً اتخيل ان الشروط الفيزيائيه انما تنطبق ايضاً على الاشياء المعنويه بداخلي، و لهذا فقدت الثقه في الالهام المباشر ، كان لابد من التعقيد ، و النظر بعمق أكثر ، محاولة فهم الاشياء ، و من وسط الطريق إستلهمت البدايه ، في أنني أشعر بالاشمئزاز من الحياه الماديه ، من مسألة ان اكون مستمتعاً ، ليست مازوخيه و لكنه شيء يشبه التواضع ، لم يكن بداخلي معيار اخلاقي لهذا الاحساس ، لقد كان احساس طاغي مسيطر ، بأن من الخطيئه ان اتمتع ، كنت اشعر بالاشمئزاز من ذاتي ، كان يرد الى عقلي في خيالي عن تجربتي مع المتع الماديه ان اكون جالساً عارياً و تصل الى انفي رائحة اعضائي التناسليه ، لا اعرف لماذا هذا الربط بين رائحة اعضائي التناسليه و بين استمتاعي بمباهج الحياه بدلاً من الفقراء و المتعبين ، و على كل حال لم استطع ان استمر طويلاً في تلك المعركه الصوفيه ، لقد هزمتني المرأه ، كنت محتاجاً للإستمتاع بها ، لأنني أحب النساء كحبي لكل الاشياء الجميله في هذا الوجود ، او كما قال محمود درويش "كانوا يحبون النساء كما يحبون الفواكه و المباديء و القطط" . لاحظت بعد مرور كثير من الوقت و كثير من الخيبات ان اكثر المحطات التي تمنحني الخبره و تطور الشخصيه و تصيغ معاركي الفلسفيه و النفسيه و الاخلاقيه و الدينيه و الاجتماعيه هي قصص الحب ، انني اشد ما اكون صادقاً متبتلاً في الدعاء الى الله حين اكون في قصة حب على وشك الانتهاء ، انني اشد ما اكون حائراً حين اكون في قصة حب ، انني اشد ما اكون غاضباً او حزيناً ، بعد ان اخرج من قصة حب ، قصص الحب تصيغني و تعلمني ، لقد كان عبقرياً ذلك الذي قال : نقيس اعمار البشر بالحب . اعتقد ان صاحب هذه المقوله امرأه ، ربما احدى جواري ألف ليله و ليله ، لست متأكداً .
لم تكن لي سوى تجربه واحده مع الثراء ، ثلاثة آلاف دولار امتلكتهم على سبيل الجائزه بعد ان فزت في مسابقه أدبيه ، حينها اكتشفت انني شديد التبذير ، ولا يوجد لدي مانع من أن أنفق ألف جنيه في يوم واحد على لاشيء تقريباً ، كانت تلك محطه هامه في حياتي لأنني من وقتها و لمدة خمس سنوات تعلمت اشياء سيئه للغايه ، تعلمت التدخين بشراهه ، و القلق على سلامة مستواي المادي ، تعلمت الحب ، لقد أوجد لي الحب مساحه لا نهائيه من الشعور بنعمة الحياه ، انا واحد من اولئك الرجال التعساء الذين لا يستطيعون ان يقضوا وقتاً جيداً من دون امرأه في حياتهم ، لا استطيع الابتسام الا في ظل امرأه ، لا استطيع النوم الا في حضن امرأه ، و في الغالب يكون حضن تخيلي ، إذ أنني لم أنم في حضن إمرأه في حياتي مطلقاً ، و هاقد وصلت الى سن الخامسه و العشرين ولا زلت لا اعرف كيف يكون الاحساس حين ينام الرجل و وجهه في صدر إمرأه ، وخده مسنود على زراعها ، مُحاطاً بجسدها، ينام على رائحة حضنها و يستيقظ على رائحة حضنها ، لم اعرف هذا الاحساس من قبل و بدأت اخشى ان أتشوّه أو تصيبني عاهه ما قبل ان اجرب هذا الاحساس ، فانا أُفرط في التدخين و تعاطي المخدرات ، لأن هناك الكثير من الخراء النفسي و المادي في حياتي ، الحياه قاسيه ، مثل صحراء عربيه في منتصف نهار صيفي ، و الواحات قليله ، و لا يوجد غير السراب دليلاً في الطريق ، وهو دليل يعلّمك ان تحيا بالامل ، و لكنه بعد فتره يجعلك تفقد الثقه في كل شيء . هذا جعلني اتعامل مع الامل بإعتباره فتى الاسره المدلل الغير موثوق به ، قد يسليني بعض الوقت و لكنني ابداً لن أعوّل عليه في الامور الهامه ، لن اسير وراءه في الطرق المصيريه ، بدأت اتعامل مع مشاريع الامل بنفس الطريقه التي يتعامل بها الرجال الجادّون مع اولئك المستهترون ، يذهبون معهم في مشوار ما ، او يدخلون معهم في مشروع ما ، و تتحول الاشياء الى صوره كارثيه مخجله ، عندها يلومون أنفسهم و يرددون عباره شعبويه مفادها أن "اللي يمشي ورا العيال مايخلاش من البعابيص" ، بالنسبه لي فشعوري تجاه الامل الآن مشابه ، و ان "اللي يمشي ورا الامل ما يخلاش من البعابيص" .
اصعب ما يكون اليأس حين اخرج من قصة حب ، اليأس وقتها يكون شديداً و ثقيلاً ، وكأنني أعرق قطران او مازوت ، و كأن انفاسي دخان مصانع شديد التلوث ، لدرجة انني اشعر ان زفرة مني كفيله بأن تُميت الحياه في الزهور ، و تجعل الوجوه تتشوه و تتلوى اشمئزازاً ، دعك من الحيره ، تلك الحيره التي تتقافز مثل بندول ساعه ، في ثانيه اكون بريء كالملائكه و في ثانيه اكون مذنب كالشياطين ، و بين كل ثانيه و أخرى أكون منصف ، متزن ، متعادل ، مؤمناً بأن "ليس في الامكان افضل مما كان" . 

إلهام

بيتهوفن و السجاير و التامول أشياء ملهمه للغايه ، لأول مره منذ فتره طويله يشعر قلبي بما يريد أن يكون صاحبه ، أريد أن أحقق العظمه الإنسانيه التي تمثلت في اشخاص مثل الانبياء او نيوتن او فيثاغورس او اينشتاين او جون أورت أو شكسبير أو كرومويل . إلخ
لدي القدره على الخيال و المعرفه ، و هما الامران اللذان سوف أعتمد عليهما لأنشر افكاري الجنونيه الى الوجود ، و اعتقد ان الجنون هو الترياق الوحيد للعبث ، و هو الخريطه الوحيده الصحيحه للوجود .
أريد أن أرسم مخطط الوجود المتجاوز للكون، اريد أن أؤسس عقيده سياسيه و اجتماعيه كامله على غرار الماركسيه ، و يكون لمنهجها تطبيقات علميه و فلسفيه ، أريد أن تخرج نظرياتي الفيزيائيه و الاجتماعيه و الاقتصاديه و الفلسفيه من نفس البوتقه ، انا قادر على الوصول بالمعرفه و الخيال الى ابعد درجات الوجود ، و هذا ما سأفعله  .
سوف أرتبط بالوجود ، اللعنه على النساء ، الوجود هو حرمي منذ الآن ، و قد تمت مراسم الزواج على أنغام السمفونيه التاسعه لبيتهوفن ، و يوماً ما عندما يرى المستقبليون صورتي في المراجع سوف يصيبهم الرعب مع قشعريره خفيفه ، من تلك العبقريه المتجاوزه لكل افتراضات العقل و التي جسدتها أنا في يوم من الايام . 

الجمعة، 22 أغسطس 2014

حياتي

حسناً، انا الان في الخامسه و العشرين من العمر ، عاطل ، متأخر في الدراسه ، مدخن شره ، مدمن مخدرات ، صحتي مدمره ، و علاقاتي بالبشر جميعاً سيئه للغايه ، و لكن قلبي لسه جوّاه احساس بالامل ، و قبل ما عداد الايام ينتهي ، و قبل ما 131 يوم يخلصوا ، هكون عملت تغيير جذري كبير جدا جدا جدا في حياتي ، حياتي هي كل ما املك ، هي كل ما اريد  

خساره

هل حقاً فات سنتين ونص ؟ .. ياه ، سنتين و نص معملتش فيهم اي شيء ، لم اتطور قيد انمله ، بل على العكس تراجعت كثيراً ، مثل سقوط حر من السماء الى الارض
اصبح عمري خمسه و عشرين عاماً، و اصبحت علاقاتي العاطفيه تنهار بسبب اشياء غريبه لم اعتد عليها بعد ، انه عالم الناضجين ، حيث تتركني حبيبتي لأنني لست ناجحا، لأني عاطل عن العمل، لأني كسول ، لأني لا أجيد التعامل مع المجتمع ، لا اجيد المزاح الثقيل السخيف و الضحكات اللزجه الممجوجه التي يكيلها الناس لبعضهم البعض بكل تصنع قبيح ، لأن صحتي مدمّره بسبب المخدرات ، وحتى ان كنت ملك جمال الارواح فإن هذا لن يغني في الحب شيء امام كل تلك العيوب التي تمكّنت مني في الاعوام الثلاثه الاخيره ، لقد خسرت السباق و بغير شرف .

السبت، 9 أغسطس 2014

عوده

لما عملت المدونه دي كان هدفي منها اني اكتب يومياتي لغاية لما احقق نجاح كبير ، ابقى مليونير وكاتب مشهور و اتجوز حبيبتي .. بعد خمس سنين و لسه ما حققتش حلمي ، بس مش هستريح غير لما احققه .
حصل كتير فشخ من ساعة آخر مره كتبت فيها هنا ، و عشان كده هتجاوز عن كل اللي حصل و مش هحكيه لأني لو حكيته مش هخلص ، دول سنتين و نص ! .. و على العموم خلينا نبدأ كلام من التدوينه الجايه  :)

السبت، 3 مارس 2012

تدوينه اخرى

ياااه .. من فتره طويله ما كتبتش في المدونه دي حاجه .. اجمل حاجه في المدونه دي اني بعرف اعبر فيها عن كل اللي جوايا ، تعرية نفس حقيقيه ، هكذا تصبح روحك مثل منديل يتمخط فيه كل من يقرؤون مدونتك .. بس تلك الحاجه الملحه الى التحرر من الافكار المهيمنه ، الرغبه في ان تتحدث لشخص لا تعرفه و لا يعرفك عن تفاهاتك الخاصه ، ولا احد وف يحترم تفاهاتك سوى الغرباء .
حاجات كتير قوي اتغيرت من ساعة آخر مره كتبت تدوينه هنا في المدونه .. بس يا للعجب .. رغم ان حاجات كتير اتغيرت و احداث كتير حصلت الا اني رجعت زي مانا وقت كتابة آخر تدوينه .. غريبه !

مش عارف ليه مش بكتب في المونه دي غير و انا مخنوق .. و انا مش لاقي اي مفر من مشاكلي و احباطاتي و اكتئابي .. بدخل هنا اتقيأ قاذوراتي النفسيه .. ميراثي الوحيد من الحياه .

نفسي اتحرر .. من حاجات كتير .. من الضعف الانساني .. على فكره الضعف في الاخرين بالنسبه لي شيء مقدس .. بس ضعفي بحتقره .. مش عارف ليه ؟! .. مش قادر اقبل بنفسي ضعيف ..يبدو انني وقعت في مصيدة الكمال العبثيه .. مصيده تقتل ببطء ..

اتعرضت لصدمه من كام يوم لما اتفرجت على فيديو لداوكينز بيقول فيه اننا هنموت و اننا سعداء الحظ لأن معظم البشر مش هيموتوا لسبب بسيط انهم ما اتولدوش من اصله .. و اننا القله المحظوظه المشرفه بأن تأخذ الفرصه للإستمتاع بالحياه ، بشروق الشمس ، بالحب ، بجمال الطبيعه .. إلخ
بصوا بقى .. يا اما داوكينز بيبالغ يا اما انا اللي ضيعتي فرصتي في الاستمتاع بالحياه هدر .. مؤخرا ما بقتش شايف اي جمال في الحياه . فقط قبح .. و ساعات بردد جوايا كلام كله كراهيه في الله .. و نرفزه و غضب من الله .. و احباط من الله .. ساعات بقفش نفسي بردد جمل مسرحيه و بقولها لله .. اظرف جمله قلتها لنفسي لما الضابط شومان كان بيقول يا سيادة المشير قوم بدورك .. روحت انا بقى بقول : يا الله قوم بدورك .. بقولها بنفس الغضب اللي كان بيقول بيه شومان جملته و هو بينادي المشير .
في الفتره اللي فاتت دخلت في علاقه عاطفيه و انتهت بعد شهر .. بعيدا عن التفاصيل .. كل علاقه عاطفيه بدخلها بخرج منها باحساس بشع تجاه نفسي و خلل رهيب في تقييمي لرجولتي .. اللعنه .. الحياه شيء كريه لعين .. اكرهها .. احيانا بحس ان ربنا ظلمني لما خلقني .. لسبب بسيط .. اني مش مهيأ لإني اكون انسان .. ايوا بعلن( و بلعن ) فشلي في اني اكون كائن حي .
انا ما بقتش بستمتع بحاجه .. منظر السما ما بيلمسنيش .. المحيط الازرق العظيم فوق رؤوسنا لم يعد يمثل لي اكثر من لوحه حمقاء ليس بها اي جمال .. انك تشوف السماء زرقاء و السحاب ابيض لكن رغم كده مخك ما يميزش حواليك غير اللون الرمادي بدرجاته .. فيلم ابيض و اسود قاتم كريه كئيب .. نفسي شغفي يرجع تاني بالحياه .. نفسي ترجعلي الدهشه .. و الحماس .. و الشغف بإكتشاف الاشياء الصغيره .. مؤخرا بقيت مرهق على طول .. بكسل اعمل اي حاجه .. بكسل حتى اصحى من النوم .. يومي مقلوب .. بنام في النهار و اصحى في المغرب .. الحياه بجد وحشه قوي قوي قوي .. تعبان .. وحاسس ان ربنا قاسي بشكل رهيب ..

بصحى وقت العصر .. المفروض اني زمان كنت بحب العصر ..

وقت العصر ، في كل مكان على وجه الارض يعني شيء واحد .. القيلوله .. ليس النعاس ، بل الاسترخاء في الاضاءه الخافته للطبيعه ، و لكل من يمارسون الجنس في العصر مع إمرأتهم المفضله في منزل دافيء أرفع لهم القبعه .
لكل من يقرؤن في وقت العصر على ضوء السماء المتسلل بخجل من نافذه مواربه في الغرفه ، أرفع لهم القبعه
لمن يدخنون السيجار و هم يشاهدون فيلم رعاة بقر او فيلم حربي وقت العصر .. ارفع لهم القبعه
لمن يتحمسون حد الارتجاف لقرآءة عددهم الجديد من مجلتهم المفضله و هم يحملونها في ايديهم مسرعي الخطى الى المنزل ارفع لهم القبعه ، و لمن يتشممون رائحة اوراق المجله ارفع القبعه .
لمن لم يفقدوا القدره على الاندهاش ارفع القبعه ، اولئك هم الاحياء فقط و لا غيرهم حي ، اولئك هم من عاشوا التجربه ، اولئك هم من استحقوا الميلاد .

نفسي ابطل تدخين .. حلم حياتي .. عارف ان كل مشاكلي تبدأ و تنتهي عند التدخين .. التدخين مخلي صحتي في الحضيض .. و ده مخليني مش بعرف اركز كويس و مش بعرف اتحرك .. معنديش حيوية الشباب لسبب بسيط ، معنديش الصحه اللازمه لده ، عارف لما تبقى قاعد مع اللي حواليك ساكت غير مستأنث بحديث ؟ .. عارف لما نظرات عيون حبيبتك تعذبك و هي بتقارن بينك و بين هذا الوغد الوسيم النشيط موفور الصحه و الجسد ( و العضو الذكري البارز من الجينز الضيق ) ؟ .. عارف لما تبقى انسان طيب و مواطن مثالي بسبب عدم قدرتك على اقتراف الشر ؟ .. عارف لما دينك ( وطاعة ربنا ) تبقى مرضك النفسي الخاص الذي لا تشوبه شائبه ايمانيه ؟
عارف لما تفقد القدره على الحلم ؟ .. عارف لما تبدأ تصاب بالإنهيار النفسي تدريجياً ؟ .. لما تبقى لحظات تفاؤلك مفاجئه و عظيمه و لحظات احباطاتك كذلك ايضاً ؟ .. عارف لما الحياه تبقى كابوس طويل تتخلله بعض المشاهد الممله ؟ ..
عارف لما كل اللي حواليك يرفضوا يسمعوا احزانك رغم انهم مدمنين مشاهدة ملسلسلات دراميه ؟ ..
عارف لما اي تواصل بينك و بين البشر ينتهي دايما في كل مره بسهر و تدخين و خنقه و شوية بكا ؟ ..
عارف لما ضعفك الجسدي ( او ضعف الشخصيه ) يخليك تشك في رجولتك ؟ ..
عارف لما فكرة الخلود تبقى كابوس بالنسبه ليك ؟ ..
عارف لما تحس ان المستقبل يتجه فقط للأسوأ ؟ ..
عارف لما تكفر برحمة ربنا و بالرغم من كده تفضل مؤمن ؟ ..
عارف لما تزعل على ضياع المستقبل اكتر من زعلك على ضياع الحاضر ؟

اليوم الجديد بدأ .. الساعه سبعه الصبح .. ما نمتش .. مش هنام .. هفضل صاحي لغاية بالليل كمحاوله حمقاء اخيره في الاقلاع عن ( السهر ) و عن ( التدخين ) و تبني وجهة نر جديده نظيفه تجاه الحياه .. و كل شويه هدخل اكتب اللي بيحصل في يومي .. لما نشوف !