الاثنين، 23 أغسطس 2010

مشهد خاطف من روايه أوروبيه حيث يسير الابطال مرتدين القبعه والمعطف دون مظله تحت الامطار في شوارع مرصوفه بحجر الاسكافي في ظلام الليل

كان قد انتهى لتوه من مغامره طويلة المدى ظن انها لن تنتهي أبداً .. لم يكن يعرف انها مرحله في حياته وستنقضي .. بل كان قد تكون لديه اقتناع خفي بأن هذه المرحله هي كل ما كانت عليه حياته وكل ما سيكون عليه مستقبله .. غريبه هي الخطط التي يدبرها لنا القدر .. غريبه هي المواقف والاحداث التي تأتينا لتغير حياتنا بين كل مرحلة وأخرى دون أن نكون متنبهين .. لقد ادرك ان القدر لا يزال في جعبته الكثير من الاحداث له .. لن يبقى أبد حياته على هذه الوضع وفي هذه الحاله .. التغيير سمة أساسيه ولكننا لا نلحظها لأننا لا نرى التغير بل نعيشه .. لا نختبره بل يطبق علينا من قبل محكمه خفيه .. المؤسف ان في كل مرحله من حياته حين كان يبدأ في الاعتياد على الامر واعتبار ان وجوده وان تفاصيل تلك المرحله هي امر مسلم به كان موجوداً منذ الاذل ولسوف يبقى الى الابد .. حين كان يعلن استسلامه الاخير ويتهاوى جدار مقاومته لتلك المرحله .. ويقتنع انه وصل الى المنزل وانه ليس بمقدوره خوض معركه اخرى .. عندها .. و عندها فقط .. يبدأ فصل جديد من الاحداث .. هذه المره لم يعد قادراً على ان يترك الاحداث تتحرك على غير ارادة منه .. كل ما في الامر انه مل هذا الفصل السخيف .. وقرر ان يقلب الصفحه ويبدأ فصل جديداً بطريقته الخاصه .. لهذا انتهى مما كان يكتب .. ونهض من وراء مكتبه .. نظر لوجهه المرهق في المرآه المتساقطة الطلاء في أكثر من موضع .. وتحرك عبر الغرفه ذات الضوء الخافت .. إلتقط معطفه من فوق المشجب .. وتناول عصاته و قبعته .. ثم فتح الباب وخرج من المنزل واغلق الباب بقوه من خلف .. وخرج الى الطريق وفي نيته أنه لن يعود مرة أخرى الى هذا المنزل .. وكنوع من التأكيد على ذلك القرار الداخلي .. ورغبة منه في بدء فصل جديد من حياته بأحداث أكثر تشويقاً .. أخرج من جيب معطفه جهاز تحكم أسود صغير به زر أحمر .. وضغط الزر بقوه فأنفجر المنزل من وراءه وصار الى اشلاء ناريه .. نظر لأشلاء المنزل الملتهبه المبعثره على قارعة الطريق .. ثم أدار وجهه إلى بداية الطريق .. وسار في خطى ثابته وهو يتقدم الى طريق مجهول ..

الاثنين، 19 يوليو 2010

اللهم إني أحبك

لا أعرف لماذا أعشق هذه المدونه .. لقد كنت أبذل مجهوداً نفسياً لعدم الكتابه فيها ونسيان أمرها ذلك أنها تذكرني بأقبح فترات حياتي وأكثرها حيرة وتخبطاً .. ولكن .. لا أعرف .. هناك فيها أمر جذاب .. كلما ولجت إليها أو كتبت فيها أشعر براحه نفسيه وتنظيم ما في حياتي .. لا اعرف لماذا ولكن ربما لأنها تعري نفسيتي وتجدد من وعيي وإحساسي بالحياه وتفاصيلها الإلهيه الصغيره التي تغير مجرى التاريخ كله وليست أحداث الانسان الفرد فقط .. وحياتي مؤخراً كانت ولا تزال تعج بتلك اللمحات الإلهيه المقدسه .. الإنقاذ في اللحظات الاخيره .. وقوع مشكله يتبعه إنفراج أخرى .. بالفعل هي لحظات قاسيه ولكنها رائعه .. قاسيه في تفاصيلها ورائعها في إنجلاء محنها .. هناك تلك الاحداث التي كادت ان تودي بموضوع خطوبتي لمي .. تلك الاحداث التي اتعبتني وارهقني التفكير فيها .. ولكن كان يبقى جزء في عقلي الباطن يرفض تصديق ان الموضوع سوف ينتهي بطريقه سيئه .. بل كنت اشعر في أعسر فترات المحن براحه نفسيه خفيه تكاد تخبو فوق رماد الاحزان والمشاكل .. وإنني لأحمد الله على انتهاء تلك المشاكل .. بالطبع لا زالت هناك مشاكل .. ولكن هذه هي الحياه .. تنتهي مشكله فقط لتبدأ أخرى .. وتمر فترات بدون أي مشاكل أو تحدي حتى يأتي التحدي الجديد .. لا أعرف ولكن هناك في عقلي هذه الايام فكره تقول ان الانسان يمكن ان يحيا طيلة حياته بدون اي مشاكل .. طبعاً لا أتحدث عن الامور القدريه مثل الموت والميلاد والامراض والحوادث والزواج والطلاق ..إلخ .. بل أتحدث عن إمتلاك زمام امور الحياه بنشاط وهمه وبإقبال على كل مشكله مهما كانت صغيره ومحاولة حلها .. ولكنني في حيره لأن كثير من مشاكل حياتي قد حلت لأنني لم أتدخل فيها وأحياناً لأنني هربت منها .. ولم تكن ستحل لو كنت تدخلت فيها .. كثير من المشاكل حلت نفسها بنفسها لأنها كانت أفضل طريقه كي يتم حلها .. وهي أن تترك وشأنها .. ولكن أعتقد أن المشكله لو مكتوب لها ان تحل بنفسها فلسوف تحل بنفسها .. سوف تجد دائماً ذلك المكان الذي تتواجد فيه بعيداً عن المشكله حتى ولو رغماً عن إرادتك .. سوف تجد دائماً اللحظه التي يتم سحبك فيها من تفاصيل المشكله لكي تحل نفسها .. إذ في النهايه فإن كل شيء قدر بيد الله .. ولا دخل للإنسان في شيء .. كل شيء على الله وإلى الله .. ودورنا نحن ضئيل للغايه .. بل أكاد أقول أن لا دور لنا على الاطلاق .. أشعر في تلك اللحظه بالطمأنينه وبأن الله يرعاني .. لم أعد أخاف مثل السابق .. لقد عرفت الله في أحداث حياتي وتفاصيل يومي .. الحمد لله ..

الثلاثاء، 4 مايو 2010

عوده

بعد كمية غير معقوله من الاحباطات والفشل مللت من كل شيء حتى الكتابه في هذه المدونه .. مررت بفتره من التوهان والتخبط الغير رحيم .. الحمد لله هناك امور كثيره إيجابيه حدثت .. قابلت ام مي .. وافقت على خطبتي لمي .. حددنا موعد قراية الفاتحه والخطوبه .. ولكن هناك امور كثيره عالقه .. جيوب وثغرات مفتوحه تحتاج للتطويق .. ولكن هذه هي الحياه .. لوحه جميله متآكة الأطراف .. قد تتشوه اللوحه تماماً أو تصبح جميله للغايه وشديدة اللمعان .. ولكن سوف تظل الأطراف متآكله .. لا شيء يصبح كامل لأن الانسان ذاته مخلوق ناقص .. اشعر ببعض الضيق ولكنني اعرف سببه وهو امر ايجابي اذ يسهل معالجة الضيق المعروف سببه .. ولكن الصعب ان الامر يعتمد علي .. العمل هو ما سيحل المشكله وليس الترويح عن النفس بنزهه او فيلم .. يا مسهل ..

الثلاثاء، 16 مارس 2010

صباح الخير بالليل

صباح الخير .. أعرف انها تعبر عن الصباح .. الشمس والحركه والسعي للرزق .. ولكن على الرغم من أن الوقت ليل والناس نيام ولا يوجد حركه او صوت يصدر من حولي على بعد دائره قطرها عشرات الكيلومترات الا ان التحيه المناسبه هي صباح الخير .. فالساعة الان الثالثه والنصف صباحاً .. بحق لم أكن أنوي الكتابه هنا مره أخرى .. أو فلنقل انني كلما هممت بالكتابه وجدت ان هناك امر ما يمنعني .. حسناً .. يبدوا أنني نسيت الهدف من المدونه .. وهو ان اكتب لنفسي في المقام الاول .. أشياء لن تهم احد غيري واشعر بالراحه من أجل كتابتها وإلا سأنفجر .. تفاصيل من حياتي أتعلم منها بين وقت وآخر كلما أعدت قراءتها بعد فتره من نشرها .. لانني كما وضحت في أول المدونه أمر بفتره حاده وحرجه من حياتي .. فتره قد ترسم الخطوط العريضه للأربعين عاماً القادمه في عمري إن شاء الله إن أعطاني الله العمر .. أشياء لها علاقه بالحب والزواج .. الاستقرار .. المهنه .. الهوايه .. الصحه .. القناعات الفلسفيه والدينيه .. فتره هامه للغايه ومن الحمق ألا أهتم بها .. لذا سأتابع الكتابه في هذه المدونه .. وبكثافه هذه الأيام ..
لأن هذا مهم لي في المقام الاول ..

السبت، 6 مارس 2010

عن مسابقة سند راشد وما حدث قبلها وبعدها

السلام عليكم .. سوف تجدون قصتي التي حصلت بها على المركز الأول في مسابقة سند راشد لأدب الرعب عام 2008 وقد كانت مسابقة دوليه (على مستوى الوطن العربي كله) وهي أول مسابقة رعب في الأدب العربي .. وكان فاحص القصص هو الدكتور أحمد خالد توفيق وهو الذي إختار قصتي لتحوز المركز الأول .. وقد تسنت لي فرصة مقابلة الدكتور أحمد خالد توفيق ومحادثته أيضاً على الهاتف .. وقد أخبرني أن القصه أعجبته للغايه .. ليس هو وحده .. بل حادثت عل الهاتف وقابلت شخصياً الكاتب تامر إبراهيم وهو ثاني أهم كاتب في أدب الرعب في الوقت الحالي بعد الدكتور أحمد خالد توفيق .. وتحادثت مع المهندس سند راشد صانع المسابقه وهو صحفي كويتي وصاحب دار دايموند بوك للشر .. كما انه كان له عرض سحري في لاس فيجاس .. تكريمي في هذه المسابقه وحصولي على المركز الأول .. وحصولي على الجائزه ( ثلاثة آلاف دولار ) كان دافع كبير لي لأستمر بالكتابه .. أذكر أن هذا الفوز جائني بعد إحباطات كثيره في مجال الكتابه جعلتني أقرر أن تكون قصة قشعريره هي آخر قصه أكتبها .. فحين يحاصرك الفشل من كل ناحيه في مجال ما .. تقول لنفسك حسناً لقد إقتنعت .. أنا لا أصلح لهذا المجال .. وتبحث عن نجاحك في مجال آخر .. يجب أن تكون هناك نهايه لكل هذا .. ولكن فوزي بهذه المسابقه كان حافزاً لي لأستمر في الكتابه .. والحمد لله ففي هذا الشهر سوف تصدر لي روايه .. وفي شهر مايو القادم بإذن الله تعالى سوف تصدر لي روايه ثانيه .. وصدقوا أو لا تصدقوا .. لم أدفع مليماً في نشر هاتين الروايتين .. وهو امر جيد للغايه في الحقيقه .. ففي هذه الأيام .. إنتهى عصر أن يذهب الكاتب إلى دار النشر ويقوموا بنشر عمله مجاناً .. فكل كاتب يجب أن يدفع ثمن نشر كتابه أو ثلث الثمن على أقل تقدير .. ولا يحصل على النشر المجاني سوى القله من الموهوبين من الكتاب .. وهذا في حد ذاته أعتبره تكريماً ثانياً لي ..
ما حدث بعد تسلمي هذه الجائزه هو امر رائع .. فقد ظهر في حياتي الأشخاص الذين كان من المقدر أن يعيشوا معي هذه اللحظات الشديدة الحرج من حياتي .. وتعرفت على حبيبتي مي .. وشعرت أن الحياه لا زالت تخبيء لي المزيد من التحديات .. بعد ان كنت قد كففت عن تحدي الحياه وإنزويت في ركن مظلم شديد الضيق من الحياه .. مكتفياً بممارسة الحياه بفطرية حيوانيه بسيطه .. عرفت أن الحياه بها أشياء جميله .. بها الحب .. بها مشاهد من بلدان العالم .. بها مغامرات .. بها تضحيات .. بها صداقه .. بها جمال .. وبها قبح أيضاً ..

قصتي الفائزه بالمركز الأول في مسابقة سند الراشد العربيه لأدب الرعب

(قشعريره)

أدير مفتاح السياره وأنطلق، مثل صاروخ مندفع عبر الفضاء فقد إحداثيات التوجيه. مسرعاً عبر طريق خال، بينما أضواء المصابيح الصفراء تحيك على جانبى الدرب الممتد زركشة صفراء باهته على رداء رمادى مغبر بالاتربه. وفى سكون السماء وصمت المقاعد الخاليه كانت ضربات الهواء لزجاج النافذه بجوارى تتخذ وقعاً إنسانياً مخيفاً جعل بدنى يقشعر..
ببطء، ولكن بثبات، أخرج من بين معالم المدينه الكبيره الناعسه، المرهقه من نهار كامل مشحون بالعرق والزحام والانتصارات والهزائم.
عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء خمسة عشر عاماً، أندهش من ذلك القرار الذى إتخذته، بأن أترك مدينتى الصغيره المسالمه إلى صخب العاصمه المجنون، غارقاً بين رزم الأوراق البنكيه، والمعاملات التجاريه. الدائن والمدين، الصادر والوارد، وتشابكات عقود البيع والشراء، والأنسان الذى من لحم ودم يغدو إذ يتقيد بها، إنساناً من ورق..
خمسة عشر عاماً لم أره، ولم أعرف أخباره، وصدقاً أقول أننى ربما نسيت ملامحه، ولأننى لم أتزوج بعد، فقد نسيت ما بقى من سراب علاقة الأب بإبنه، ولكن كان يبقى دائماً، فى مكان ما بالعقل الباطن، متكوراً على ذاته، يشع أحساساً مبهماً هو الأمان، البيت، هو لمحة خاطفه بالمرقاب لأبراج الوطن، هو النوارس التى تحلق فوق المرافىء، هو أبى. وهو قد مات الآن فلم أحزن، ولم يتحرك في نفسى ساكن، طارت النوارس فى الفضاء البعيد، وتهدم السكن، وتهاوت أبراج الوطن..
هل أصبح قلبى جامداً إلى هذه الدرجه، هل أنا ملبد المشاعر إلى هذا الحد؟..
أشعر أننى أريد أن أمسك بتلابيب ذاتى وأهزها بعنف لكى أوقظها من سباتها العميق صارخاً: لقد مات أباك أيها الأحمق..
***
المدينه الصغيره الناعسه. الجدران ترمقنى بفضول، لقد رأت وجهى من قبل ولكنها لا تذكر أين؟..
ربما فى ذهابى وإيابى منذ أكثر من عشرون عاماً إلى المدرسة، أو فى مراحى بين الشوارع الصغيره مع الأصدقاء،ربما فى مغامراتى العاطفيه، فى يد الطفل الصغير وهى تخط بالطبشور..

شوارع ضيقه، شوارع مظلمه..
شوارع ضيقه، شوارع مظلمه..
فى النهايه أخرج بسياراتى على الطريق الترابى الغير ممهد، متجهاً إلى قريتنا!..
لقد تركت أبى خمسة عشر عاماً، وحيداً، فكادت الوحدة تودى بعقله، لذا باع بيتنا القديم وذهب إلى قريتنا وهناك قام ببناء منزلاً يعيش فيه وسط أصدقائه القدامى، وقد نسى أنه فى يوم من الأيام قد كان له إبناً، وهى قساوة لا تقل فى شىء عن موقفى تجاهه..
أقطع الطريق الترابى المظلم بحذر، لا أريد أن تسقط سيارتى الرياضيه الأنيقه فى ترعة المياه الآسنه تلك..
أشجار..
أشجار..
فجأة إنقطع خط الأشجار، وأنفجر عن يمينى وعن يسارى أفق شاسع من الحقول والمراعى، شعرت بالأمتنان للحياة، وفكرت فى أن الفرصة لم تزل فى يدى، يمكننى أن أتسلق الإفرست، سوف تكون هناك تمارين طويله، فحوصات طبيه، تنقلات، فنادق، يمكننى أن أسير على الإفريز، ممسكاً بيدى مظلة سوداء وأنا ألعن الطقس، سوف تكون هناك أهداف فاصله، ومخططات للحياة والحب. أقفز بمظله من طائرة، أهبط وأنا فى غواصة إلى قاع ماريان، يمكننى أن أذهب إلى الفضاء الخارجى حيث أسبح فى الفراغ. يمكننى أن أعبر المانش سباحة، أو أجتاز المحيط الأطلسى على قطعة من الخشب، أمتطى جمال الصحارى، وأمرح مع بطاريق القطب الجنوبى.. فأنا لا أزال حياً!
نبهنى من أحلامى الشامته صوت القرآن يرتفع فى الأفق، ليذكرنى بأن من مات هو أبى، وبدت القريه من بعيد تسبح فى ظلام مموه بنثار آشعة ضوء ضعيفه، خليط من ضوء القمر ووهج المصابيح المتناثره هنا وهناك بغير نظام، وبهت قلبى من الموقف، قريتى الخاليه، أبى الذى مات، والقرآن يتلى على روحه، شعرت ببعض الأسى، والأسى شعور غريب لا يرقى إلى الحزن ولا تطوله رفاهية الكآبة. إلا أن مشاعرى لم تكن تتناسب والموقف على الأطلاق، ولا أعرف لهذا سبباً..
أقطع الطريق الرئيسى فى القرية، ترمقنى الكلاب فى فضول، أخرج على الطريق الزراعى من الجهة الأخرى، أقطع عدة أمتار على الطريق الزراعى خارج القرية، ثم أتوقف بالسيارة على جانب الطريق، أهبط ساخطاً من فكرة أن أقطع مسافة طويلة بداخل الحقول حتى أصل إلى منزل أبى الذى إبتناه فى قلب أطيانه، يبدو أن العجوز قد جن فى آخر أيامه ليسكن فى ذلك المنفى المخيف..
برد قارص يصفع وجهى، والظلام ينتشر من حولى، لولا حبال النور المعلقه على ذاك المنزل هناك لما تعرفت مكانه حتى إشعاع الفجر الأول، على كل حال هو مات ولن أمكث هنا كثيراً، إن هى إلا أيام الحداد، ثم أبيع المنزل والأرض وكل شىء.
تقدمت بممر ضيق وسط حقل الذرى الشاسع، نقيق الضفادع، والظلام، الطريق طويل ولكنه بدأ ينهزم تحت خطواتى الواثقه، بدأت عيني تعتاد الظلام، ولكن وجهى لم يعتد بعد هبات الهواء البارده..
وصلت إلى المنزل، وأستقبلنى الجمع القليل من الأصدقاء الذين ظلوا ساهرين بإنتظارى، بنظرات ملؤها الدهشه والأستنكار، خمسة عشر عاماً قد تفعل بالوجه الأفاعيل، فقط تبقى على الخطوط العريض للملامح، أجلس، أسلم، أحتضن، أرسم على وجهى الحزن على مضض، أجلس، أقف، أتقبل العزاء الحار، وفى النهاية لم يبقى فى المنزل غيرى، والسيد (عبد الواحد) المحامى صديق والدى..
جلسنا معاً، صامتين مطرقين لا يقطع الصمت سوى صوت أنفاسنا اللاهثه، كان يمقتنى، أعرف هذا وأشعر به يسرى فى الهواء، سألته كى أقطع حدة الصمت وأذيب بعض الجليد، عن ظروف وفاة والدى، فقال:
- لم يمت ولكن قتل.. الأوغاد يقولون أنه إنتحر ولكنه قتل.. لم يعرف الجانى وإنتهى الأمر..لقد جئت مع الشرطة ورأيت حال المنزل بعينى.. حالة فظيعه من الفوضى، كل شىء مبعثر هنا وهناك، الحق أقول لك، لقد شعرت بأن هناك من مزق أشلاء المنزل، حقيقة لا مجاز، لقد شعرت بألم الجدران، كل شىء ما بين ممزق ومحطم. كل شىء سوى المعمل، معمل والدك فى القبو هو الذى نجا، وغرفته فى الطابق الثانى، فيما عدا هذا فإن كل شىء ممزق، لا نعرف أي هول حدث فى تلك الليله، ومن الأفضل ألا نعرف..
كنت قد عرفت أغلب تلك التفاصيل من قبل، فسألته السؤال الذى ألح علي مذ سمعت الخبر..
- وجثة والدى؟..
إنقبضت عضلات وجهه ألماً وتقززاً وهو يقول:
- لقد كانت ممزقه إلى ثلاثة أجزاء.. العجيب أنها كانت ممزقه بعناية غريبة، وكأن من مزقها طباخ ماهر.. على كل حال أتمنى أن تنال روحه السلام الذى لطالما بحث عنه..
ثم أكمل وهو ينهض دون أن ينظر فى وجهى:
- حمداً لله على سلامتك..
ثم كمن تذكر أمر مفاجىء:
- لقد أراد والدك أن يعطى لك هذا الخطاب..
ومن جيب بذلته أخرج خطاباً وناولنى إياه، ثم غادر المنزل، وتوقف قليلاً وكأنما تذكر أمراً آخر:
- قد تضطر أن تبيت فى غرفة والدك.. فهى الغرفة الوحيده الصالحه للمبيت الليله..
شكرته على كل حال، وبدلت ملابسى، ثم صعدت إلى غرفة والدى بالطابق الثانى لأنال قسطاً من الراحه..
جلست على مقعد هزاز في ركن الغرفه، وفتحت الخطاب الذى أعطانيه المحامى، كان خطاباً موجزاً:
(( ولدي العزيز،
إن كنت تقرأ خطابى هذا فأنا قد توفيت، إنتقلت إلى العالم الآخر، هذا العالم الذى طالما شغل تفكيرى..
حين تكون وحيداً، دون أن يسأل عنك إبنك ولو بسماعة الهاتف طيلة خمسة عشر عاماً سوف تجد الوقت الكافى لممارسة العلم فى المختبر، وقت كافى أكثر من اللازم فى الحقيقه، لقد كنت أمضى يومى ما بين غرفتى والمختبر، إنه أسفل المنزل وقد تحب أن تلقى نظرة عليه، على كل حال، إستغرقنى العلم، والبحث المعملى، ومرت خمسة عشر عاماً لم أشعر بها، لقد كنت أسعى فى الظلام، وحيداً من أجل التوصل إلى كشف قد يقلب مستقبل العلم رأساً على عقب، كشف سوف يتخذ مكانه بين قوانين الجاذبيه والنسبيه، لقد توصلت إلى الجهاز الذى سعيت فى صنعه خمسة عشر عاماً، ولكنى نسيت النصيحه الهامه، حين تكون رجلاً وحيداً مدة خمسة عشر عاماً لا يشغلك شاغل، فلا تمارس الفيزياء وعلوم الباراسيكولوجى، لأنك فى النهاية سوف تتوصل لأشياء لا يجب أن يتوصل لها رجل وحيد ضعيف فى منزل ناء مثل منزلى..
لقد توصلت إلى آشعة بإمكانها أن تجعل الإنسان يرى ويسمع العالم الآخر، عالم الأرواح..
رباه.. آه لو يرى العالم ما رأيت..
آه لو يعرفوا ما عرفت..
لن تصدق كمية الأشياء التى تزحف فى الأبعاد من حولنا..
لن تصدق ماهية تلك الأشياء وما يمكن أن تفعل..
أنا أعبث معها كثيراً.. وأعرف أنها قد تؤذينى.. أعرف أنها يوما ما قد تمزقنى إلى أشلاء.. أعرف كل هذا..
ولكن عزائى الوحيد إن حدث وآذتنى تلك الأشياء.. هو أنت.
لقد راهنت على أنك سوف تأتى إلى منزلى عندما تسمع بخبر وفاتى..
كنت أعلم أن المحامى سوف يعطيك الخطاب..
وقد راهنت على أنك سوف تجلس على المقعد الهزاز المفضل لدى..
والآن وأنت تجلس تقرأ الخطاب، هناك آشعة مسلطة إلى مخك مباشرة..
نعم، الآشعة التى إكتشفتها..
لو أزحت الستار الذى أمامك لوجدت الجهاز الذى يضخ تلك الآشعه..
والآن.. سوف أمر عليك فى الثانية عشر ليلاً..
سوف ترانى وتسمعنى بالتأكيد..
ولسوف نقضى وقتاً جميلاً معاً.))
إنتهيت من قرآة الخطاب وأنا لا أصدق ما قرأت.. نظرت إلى الساعة فوجدتها تشير إلى الثانية عشر.. ومع دقات الساعة دوت طرقات على الباب.

الثلاثاء، 2 مارس 2010

مقال ندمت على نشره

السلام عليكم .. هناك مقال ندمت على نشره وأرى أنني كنت متعصب فيه نوعاً (ولكن هذا لا يعني أنني مسامح في حقي) هو المقال الذي كتبته على الجزائر أصف فيه غرور الجزائريين بانه مثل غرور الصهاينه .. لم يكن تصرفاً صحيحاً أن أشبه شعب عربي مسلم بشعب صهيوني إرهابي لا دين له .. وأعتذر عن هذا التشبيه .. مع إحتفاظي بحقي في مقاطعة الجزائر ..

السبت، 27 فبراير 2010

شكراً عداد الأيام

شكراً عداد الأيام .. لطالما كنت أميناً في عدك .. نهماً لأكل الزمن .. ثابتاً لا تتردد ولا تستخدم طريقاً ملتوياً أو سلماً خلفياً .. صريحاً للغايه .. ليتني إمتلكت صفاتك .. ولكنني بشر .. والبشر يملكون عواطف .. والعواطف أمر خطير .. وزيادتها مقتل .. العواطف من دون فعل تكون كارثه .. ترى هل سأستخدمك مرة أخرى ؟؟؟ .. ترى هل سأستخدمك للعد من جديد .. وهل سيكون الميعاد المرتقب حقيقياً .. أم وهمياً مثل هذه المره؟؟؟.. أتعرف أيها العداد .. لقد منحتني الامل كثيراً .. إنني أستشعر تجاهك بواجب .. وأحمل لك شكر من عميق قلبي .. كيف كانت ستمر علي أيام الإنتظار الماضيه من دونك؟.. لا شك أنها كانت ستكون جنوناً .. في الحقيقه عدادي العزيز أنا لست راضي عن آدائي القديم معك .. عن التسعون يوماً التي قضيناها معاً.. لم أقدر قيمتك .. لقد كانت قيمتك هي قيمة الزمن ذاته .. أذكر أنني ذات يوم نظرت لعدك وقلت كم انت بطيء .. لم أكن أتصور أن ملايين الدقائق هذه سوف تتحول إلى صفر .. الثواني صفر .. الساعات صفر .. الأيام صفر .. سبحان الله .. إن للزمن لطغيان يطغي على كل شيء .. مهما بلغ بطئه وملله وتبلده .. فلا مهرب منه ولا مفر .. ولكن السؤال .. ترى هل سأستخدمك من جديد؟.. أعرف يقيناً أنني سأستخدمك مجدداً .. إنني مؤمن بأن هناك فرصه ثانيه دائماً .. كما أنني مؤمن بأن أي منتج .. يكون دائماً في المره الأولى للتجربه .. والمره الثانيه للإستخدام .. أينعم كانت تجربه قاسيه .. ولكن الدرس المستفاد عظيم .. على قدر القسوه تعلمت .. أحياناً أعتقد أنني حين وضعتك ظناً مني أنك تعد لتحقيق حلمي .. أعتقد أنك كنت تعد لهدف آخر .. أعتقد أنك كنت تأكل الأيام والساعات والدقائق والثواني لكي أتعلم .. وعندما تصل إلى صفر .. عندها أكون قد تعلمت وفهمت الأمور ..
لقد تعلمت وفهمت وعرفت أيها العداد العزيز فشكراً لك ..
(:

الخميس، 25 فبراير 2010

عداد الأيام العزيز ..

باقي في أيام العداد يومين إثنين فقط .. كم سأفتقد ذلك العداد الذي طالما أعطاني الأمل في أصعب وأقسى فتره في حياتي .. والتي لا زلت أعيشها حتى الآن .. لكم أعطاني الأمل ذلك العداد العزيز بأن الغد سوف يكون أفضل .. وأن الماضي هو أمر منتهي ولن يؤثر على مستقبلي .. ولكن يبدو أننا نحيا دائماً في تبعات ماضينا .. لكم تمنيت بصدق أن تكتمل قصتي مع ذلك العداد .. وأن لا ينتهي عده التنازلي إلا وأكون قد حققت ولو جزء واحد من أحلامي .. ولكن على الأقل هناك أمر واحد تحقق من أحلامي .. وهو نشر الروايه الخاصه بي .. نشر روايتي الأولى .. اليوم استخرج لها طارق عميره صاحب دار النشر رقم الإيداع من هيئة الكتاب .. هذا يعني أنها أصبحت مسجله في هيئة الكتاب .. ولسوف تطرح في المكتبات بداية مارس بإذن الله .. ربما هذا هو الأمر الإيجابي .. أن واحد من ثلاثة أحلام قد تحقق .. بإذن الله بمجرد نزولها المكتبات .. سوف أضع لكم الغلاف .. في الحقيقه .. إنني أكتب تلك الكلمات وقلبي يذوب ألماً .. كم كنت أرغب أن أحقق الحلمين الآخرين .. أن اكون مليونيراً وأتزوج حبيبتي قبل أن ينتهي العداد من العد .. كم كنت آمل وأتمنى هذا .. بقى يومان .. ولا أعرف ما الذي يمكن أن يحدث خلال اليومان.. ولكن كم كنت أتمنى أن تظهر لي حتى بشائر تحقق الحلمين .. لا يتحققا تماماً ولكن على الاقل أرى بشائر تحققهما .. الحمد لله .. لقد كان لوجود هذا العداد في حياتي أثراً كبيراً .. ملأ علي حيزاً كبيراً في حياتي .. وأعتقد أن عدم وجوده في الفتره القادمه .. خصوصاً أنه تركني قبل أن يسلمني إلى أحلامي .. سوف يحزنني للغايه ..

الأحد، 21 فبراير 2010

يا لقسوتك أيتها الدنيا اللعينه

باقي خمسة أيام ولم يحدث شيء . اللعنه .. يالقسوتك أيتها الدنيا اللعينه .. مشكلتي أنني تربيت على مشاهدة الأفلام الأجنبيه .. وأعرف ان البطل في كل فيلم يتزوج البطله مع زيادة التعقيدات في آخر عشرة دقائق في الفيلم .. ولكن .. في الحياه .. هل ننال ذلك الترف ؟ .. التلميح بالقسوه وليس وقوع المصيبه ؟ .. لا .. في الحياه لا يوجد شيء اسمه التلميح بالقسوه .. بل هي المصائب ..

يا رب .. كن معي ولا تكن علي يا رب ..

الخميس، 18 فبراير 2010

اللعنه على نفاد الصبر

أعاني هذه الأيام من مشكله مؤرقه .. وهي نفاد الصبر .. أعتقد أنني أحب الحياه بطريقه مشروطه .. بمعنى أنه يجب أن تمتليء حياتي بأمر ما في كل لحظه .. أحب تصور الهدف الذي أنا سائر فيه .. لا أفهم الأمر تماماً لذا لن أستطيع أن أفهمكم .. ولكن .. الإنسان يحتاج إلى وقت فراغ .. لكي يعيد تقييم ذاته ويفهم ماذا يفعل ولماذا يفعله؟.. لكي لا يكون مسير مثل البهائم في طريق لا يعرف إلى أين يؤدي .. وقت الفراغ هو الذي يحول العمل إلى إبداع ، والكلمه أو الشكل أو الصوت إلى فن .. وقت الفراغ هو ما يحقق للذهن صفاء يجعلنا قادرين على استخدامه مجدداً دون أن نجن .. وقت الفراغ هام للغايه .. كل هذا جميل ولكن المشكله انني لا احب وقت الفراغ .. اشعر دائماً أن هناك ما يحدث ويفوتني .. أريد دائماً أن أكون في موقع الحدث .. أن أملك دائماً إجابة السؤال الأبدي : ما الذي يحدث هناك؟.. هناك .. كم اود الذهاب إلى هناك .. هناك حيث الحياه لها هدف .. هناك حيث الإستمرار في الحياه هو غنائيه جميله أو طريق مزهر أو لوحه تخفي تفاصيلها عجائب مثيره .. هناك حيث الحياه ذاتها ليست محطة إنتظار شيء ما .. بل هي إستمرارية حدوث تلك الأشياء .. لماذا قدر على بعض البشر ان ينالوا حظهم من الاحداث الجيده على دفعات قليله متباعده للغايه تتخللها فترة إنتظار مرهقه بل ومهينه في الكثير من الأحيان؟؟؟.. كم اود الذهاب إلى هناك .. هناك حيث العجائب تتحقق وقصة الحب تكتمل .. هناك حيث التفاصيل أكثر إبهاجاً.. والمشكلات اليوميه الصغيره التافهه تصبح بلا وجود .. لا إجبار على أفعال يوميه تحتاجها وتكرهها في الآن ذاته .. لا تقدير مزدوج للأشخاص .. لا عبثيه في التصرف .. لا خطأ في تقدير الذات أو تقدير الآخرين .. كل شيء واضح بطريقه مريحه .. كل شيء نظيف أنيق مهذب على الصعيد النفسي والمادي .. هناك حيث تملك قرارك .. هناك حيث تكون حراً من صغائر القيود .. تلك الصغائر التي سرعان ما تشل حركتك في مختلف أمور الحياه .. ولكن السؤال المهم . هل كل من يحيا هناك .. إستحق الحياه هناك؟ .. وهل سأستحق الحياه هناك يوماً ما؟.. وهل يمكن أن أستحقها وعلى الرغم من ذلك لا أنتقل إلى هناك؟.. أحياناً يكون ورائي عدد من المهام اليوميه .. وبين كل مهمة وأخرى فترة فراغ طويله نوعاً .. ما يحدث أنني لا أقوم بأي من مهام اليوم .. لأن فترة الفراغ .. على ما فيها من تفاصيل قبيحه .. تجعلني أهبط بحماسي تجاه مهام اليوم .. بل تجاه الحياه في معظم الوقت .. ليس هناك أمر ثابت .. ليس هناك خط تختاره لحياتك وتسير عليه .. أو تعرفون لماذا؟.. لأن الخطوط مكلفه .. وتتطلب الكثير مما لا يتوفر لي .. حدثني عن إلتزام معين في ساعات العمل أو طريقه محدده لقضاء اليوم أو روتين ممتع من التحرك ولسوف أشعر أنني ولدت من جديد .. بدلاً من تلك العبثيه التي أحيا فيها .. وذلك الفراغ إلا من المشاكل .. إنني أحيا هنا .. هنا حيث لا يوجد طريق أسير عليه .. حيث لا يوجد نقطة إرتكاز أتحرك فوقها .. حيث لا توجد فرصه للتوقف وإلتقاط الأنفاس على الرغم من كل ذلك الفراغ المطلق .. هنا حيث التوقيت النهائي لكل حلم بعيد وقريب .. ولكنه ليس بعيد بصوره كافيه فأستعد له .. وليس قريب بصوره كافيه فأتصرف من أجله تصرفاً سريعاً .. بل هي مسافه مقلقه لا تسمح لك إلا بالنظر متوجساً .. إنني أحيا هنا حيث المشاهد لا تتبدل ولا تتغير .. إنني أحيا هنا حيث لا يفهم أحد الآخر .. وحيث الجميع ينظرون إلى داخل أنفسهم دون أن يعبأوا بك .. وعلى الرغم من ذلك يثقلون كاهلك بإشعارك أنك مركز أحداث حياتهم .. إني أحياً هنا حيث لا يتفهمك أحد .. وحيث الجميع يتحرك من أجله عبثه الخاص دون مراعاة لإنسانيتك .. إنني أحيا هنا حيث إختفت الرحمه إلا من التوافه .. إنني حيا هنا حيث الإزدواجيه لكل شيء .. للنفوس .. للمباديء .. للمشاعر .. للتصرفات .. للمعاني .. لكل شيء ..
بعض الإعترافات قد تكون قاسيه للغايه .. ولكن هذا المقال كان أقسى إعتراف على الإطلاق ..

السبت، 13 فبراير 2010

عوده إلى الأيام الجميله

السلام عليكم ..

في ظل محاولاتي للعوده إلى العادات القديمه .. وصلتني رساله من صديقه كنا قد كففنا أنا وهي عن التراسل منذ عام 2007 .. لن أستطيع شرح الأسباب فهي كثيره ومعقده وتشملني أنا وهي .. المهم .. ذكرتني رسالتها بأجمل أيام حياتي .. عندما كانت الحياه هادئه .. ولم يكن لي الكثير من الأصدقاء ولكن عوضاً عن ذلك كنت أستمتع بصحبة نفسي .. ذكرتني تلك االصديقه القديمه والأخت العزيزه بأحلامي التي كنت أحلم بتحقيقها .. عندما سألتني في رسالتها هل حققتها أم لا؟.. ولكن للصدمه فقد إكتشفت أنني كنت قد نسيت أحلامي .. تلك الأحلام التي حلمت أن أحققها .. كنت قد نسيتها تماماً .. إن أسوأ شيء هو أن تنسى أحلامك .. حتى إن لم تستطع تحقيقها .. فإن أسوأ شيء هو أن تنساها تماماً.. أمر قاس للغايه .. وقد كانت تلك الأحلام التي ذكرتني بها صديقتي بسيطه .. مثال .. أن أذهب إلى الإسكندريه وأقيم لمدة إسبوع في فندق holiday inn وأن اجلس مع البحاره في الميناء .. إذ أنني أملك تصور عن البحاه أنهم يشبهون بحار الرسوم الكارتونيه بوبآي .. حلم لذيذ قديم وعلى الرغم من سهولة تحقيقه .. إلا أنني كنت قد نسيته ونسيت عنه كل شيء .. الرساله التي وصلتني من صديقتي وذكرتني بأيام كدت أن انسى أنني عشتها .. تلك الرساله أنعشت روحي بحق .. وأعادتني إلى الأيام الجميله .. ولدهشتي .. فقد وجدتني اليوم .. وبعد قرآءة تلك الرساله .. أعود إلى بعض العادات القديمه .. مثل العوده إلى قرآءة أعمال الكاتب الأمريكي أو هنري o . henry التي كنت قد أدمنت على قرآءتها منذ أربع أو خمس سنوات .. عدت اليوم لقرآءتها .. وقرأت له ثلاثة قصص قصيره دفعه واحده .. وفتحت بعض المواقع التي لم أزرها منذ فتره طويله للغايه .. مثل موقع مجلة البوتقه .. تلك المجله الرائعه التي عرفتني على عوالم الأدب الإنجليزي والأمريكي المترجم بصوره شديدة الإحترافيه ..

وهاهو الموقع إذا أردتم أن تتعرفوا على الترجمات المتميزه التي يقدمها الموقع مجاناً
مجلة البوتقه


وهذه صفحة الكاتب أو هنري على مجلة البوتقه التي ترجمت له قصة (فدية زعيم الهنود الحمر) .. وهي قصه شهيره تحولت إلى فيلم مثلت فيه مارلين مونرو ..
التعريف بالكاتب أو هنري على موقع مجلة البوتقه


هناك أيضاً الإحساس القديم الذي بدأت أستعيده .. إحساس كنت قد نسيته وبدأت أستعيده .. وساعد على ذلك تلك الرساله التي جائتني من صديقتي القديمه .. ألا وهو الشغف بالكتابه .. كنت دائماً مولعاً بالكتابه والتأليف وبشخصية الكاتب الذي يسافر كثيراً حاملاً حقيبته في يده والتي تحوي بعض الملابس الأنيقه وكتاب أو إثنين .. والذي يقيم في سفرياته في الفنادق ويقابل رجالاً ونساءً من شتى بقاع الأرض.. ويمر بخبرات ومواقف .. ذكي، لامع، ماهر .. يمكن الإعتماد عليه دوماً .. وإغراقاً في الكلاسيكيه كنت أتخيل ذلك الكاتب دائماً يرتدي بذلة السهره السوداء الأنيقه .. أو المعطف الطويل والطاقيه الأمريكيه المستديره ذات السنام .. ويدخن دائماً السيجار .. كان هذا هو شغفي الدائم بشخصية الكاتب الكلاسيكيه .. وكان يماثل هذا الشغف .. شغفي بكتابة قصه جيده وقرآءة قصه جيده .. وقد كنت أحب دائماً أن أكتب النوعيه من القصص التي أحب قراءتها .. أو المقالات التي أحب قراءاتها .. أياً كانت نوعها .. رومانسيه أو إجتماعيه أو رعب أو غموض .. خيال علمي أو مآسي أو أساطير .. مقالات دينيه أو إجتماعيه أو سياسيه أو تعليميه .. لا يهم النوع .. ولكن كل ما كان يشغل بالي .. الفكره والأسلوب .. وقد عادت لي حماسة الكاتب التي فقدتها .. فالحمد لله .. هذا هو أهم شيء في الوجود .. ألا يفقد الإنسان حماسه تجاه الأمر الذي يحبه ..


الثلاثاء، 9 فبراير 2010

من فات قديمه تاه

السلام عليكم

حملة جديده تبدأ في حياتي وضعت لها عنوان (من فات قديمه تاه) هي عوده لعادات الماضي الجميل .. قرآءة قصص الرعب ومشاهدة الأفلام ومتابعة بعض الأخبار ومشاهدة بعض البرامج .. حسناً .. سوف أبدأ هذه الحمله اليوم .. سوف أحاول قدر الإمكان التواصل مع متع الماضي البسيطه من جديد ..

الأحد، 7 فبراير 2010

حسناً .. لم أفز في مسابقة الشيخ زايد

الحمد لله .. كتابي لم يفز في جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل .. الغريب ان الكتاب الفائز في أدب الطفل يتكلم عن تربية الصقور .. هل سيدخل أطفال العرب في نظرهم إلى القرن الحادي والعشرين إلى العالم بتربية الصقور؟؟.. لا أعرف .. على كل حال الحمد لله .. لا أعرف ماذا أفعل في الخطوه القادمه .. يبدوا أن عداد الايام سوف ينتهي قبل أن يحدث اي شيء من أحلامي .. هناك جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل في تونس والتي شاركت بها .. ولكن هذه النتيجه يبدوا انها ستظهر متأخره لأن باب إرسال الاعمال كان مفتوحاً حتى نهاية يناير الماضي .. إذن فالنتيجه ستعلن في الغالب في شهر أبريل أو مايو .. وهو ما يبتعد بي كثيراً عن توقيت حلمي .. ولكن الحمد لله على كل شيء .. بالتأكيد عدم فوزي في مسابقة الشيخ زايد هو خير .. وكما يقول باولو كويلو في كتابه (مكتوب أن تتخيل لنفسك حياة أخرى) ( إن أفعال الرب قد تكون غريبه وغير مفهومه إلا أنها دائماً تصب في صالحك).. فالحمد لله على ما أخذ والحمد لله على ما أعطى .. كما أنني لا زلت أتنفس .. وهذا في حد ذاته شعلة أمل لن تنطفيء إلا عند موتي .. فطالما أنا حي فإن بإستطاعتي أن أفعل الكثير .. صحيح أن الخبر كان - ولا يزال- شديد المراره .. ولكن ما باليد حيله .. وتلك مشيئة الله .. لقد كتبت الكتاب وبحثت عن ناشر يوافق على أن يطبع لي عشرين نسخه فقط .. ثم أرسلت الكتاب بعد طباعته .. حاولت أن أستخرج جواز سفر لأن شروط المسابقه ان ارسل صوره من جواز السفر مع الخمس نسخ من الكتاب الذي سأشارك به .. ولكنني لم أفلح لأن قوانين الجوازات في مصر معقده وكان الامر سيأخذ ما يزيد عن الاسبوع .. وقد كان وقتي ضيقاً .. لذا جعلت الناشر يطبع الكتاب بإسم أختي لأنها تملك جواز سفر .. ثم أرسلته .. كل هذا قمت به في إسبوعين .. وهي مده زمنية قياسيه خصوصاً وأنني لا أعيش في القاهره بل في سوهاج .. وهو إقليم جنوبي كان ولا يزال يعتبر منفى لسكان الأقاليم الشماليه .. ولكن على الرغم من ذلك نجحت في المشاركه في مسابقة الشيخ زايد .. ومع كل تلك العوائق فإن مشاركتي تعتبر إنجاز .. على كل حال لا أعرف ما الذي سوف أفعله .. ربما أتابع في دراسة الكمبيوتر ccna .. في الغالب هذا ما سيحدث .. وربما شاركت في مسابقه أخرى .. لا أعرف .. ولا أملك إلا أن أحمد الله .. الحمد لله ..

الأربعاء، 3 فبراير 2010

أمور تحسم قريباً ..

السلام عليكم

أعرف أنه بقى ما يزيد على العشرين يوماً في عداد حلمي .. ولكن هناك أمور ربما تحسم قبل أن ينتهي هذا العداد عن العد .. مثال .. نتيجة جائزة الشيخ زايد سوف تعلن يوم الإثنين القادم 8 فبراير .. ترى .. هل سأفوز بها أم لا؟.. لو فزت بها فلتعتبر أن أكبر وأعظم مشاكلي قد حلت .. مشكلة الماديات في التقدم لمي .. استطيع وقتها ان اتقدم لها واقابل والدتها وانا مرفوع الرأس .. ولكن لو لم أفز .. ترى ما الذي سوف يحدث؟؟ .. هل سأستطيع أن أذهب إلى والدة مي؟.. ماذا سوف أقول؟.. كيف سأستطيع تدبر أمري؟.. لا أعرف .. يرزق الله من يشاء بغير حساب .. ولا أعرف ما الذي يمكن أن يحدث من الآن وحتى نصف مارس لو لم أفز بجائزة الشيخ زايد .. أشعر بالتعب .. الله يقول في الحديث القدسي (يا إبن آدم قدرت لك رزقك فلا تتعب) .. ولكن غصب عني .. تعبت من كثرة التفكير .. أعرف أن هذا التفكير لن يؤثر في النتائج .. بل ربما يعطلني عن التقدم .. ولكن أي تقدم هذا الذي أطالب نفسي به في شهر ونصف .. إن هذه الفتره لا تكفي سوى لنصف خطوه أو خطوه واحده ، وليس توفير عمل ودخل ثابت وثمن شقه جاهزه مجهزه ومصاريف عروس .. إنني أدعوا الله من كل قلبي أن أفوز .. إنها فرصتي الوحيده ربما في الحياه .. لأنه لو مي ذهبت من حياتي فلن تعد لي حياه .. ولن يعد لحياتي أي أهميه ..

يا رب إرزقني الزواج من مي .. آمين

الأحد، 24 يناير 2010

التوتر يتضاعف

السلام عليكم
باقي ثلاثه وثلاثين يوماً .. بعد ان حدث ثمة استقرار لمكالمات مي لي .. حيث اعادت لها والدتها تليفونها .. أخذته منها مره أخرى بعدما كلمتني مي من جديد .. وهذه المره هي الاصعب .. الأم جعلت مي تتصل بي وتخبرني بأن لا آتي في شهر مارس لأن والدتها سترفضني ومي نفسها قالت انها سترفضني .. اعرف يقيناً ان مي قالت هذا الكلام مجبره .. مصادفة كلمتها على النت هذه الليله .. كانت منهاره تماماً .. وانا الذي استمد القوة منها .. اخبرتني ان والدتها رافضه تماماً أن تقابلني .. وان اخوها ووالدها في الأردن .. والذين كنت أعول عليهما كثيراً لو حدث وفشلت في التفاوض مع والدتها .. حتى اخوها ووالدها رفضا الموضوع .. أخبرتني أن لا يوجد أمل .. ولكن الامورلم تنتهي بعد .. ولا زلت اتنفس .. ولا زلت مدفوعاً بغريزة الحياه .. ولن استسلم .. الحياه ملئيه بالالم ويجب ان نخوض الحروب ولا نستسلم .. ولن استسلم .. ولن أفقد الأمل .. باقي اثنين وثلاثين يوماً .. ولا أعرف ما الذي سوف يحدث .. إن الحياه غير متوقعه .. وما قد نظن جميعاً أنه النهايه .. يكون في الغالب بداية لمرحلة جديده .. ولكن أخشى ما أخشاه .. أن تكون تلك النهايه .. بداية لفصل جديد من حياتي لا يوجد فيه مي .. لا .. لن أتركها أبداً .. لن أتركها مهما حدث .. يا رب .. يارب .. يا رب ..

الخميس، 21 يناير 2010

توتر

باقي خمسه وثلاثين يوماً والامور تزداد توتراً.. وأنا أزداد توتراً أيضاً.. الهاتف الذي أحضرته لمي لكي تكلمني منه خفية من وراء والدتها إستطاعت والدتها رؤيته معها ومنعتها من الاتصال بي .. إتصلت بي والدتها وأخبرتني أن أكف عن الاتصال بمي .. أخبرتني أن هناك عريس سوف يتجوز مي .. اخبرتها انني اريد ان اقابلها انا ووالدتي .. اتفقنا انني سوف اقابلها في منتصف مارس انا ووالدتي .. اخبرتني مي بعدها في مكالمة تليفون خاطفه ان والدتها سوف ترفضني .. وان والدتها اخبرتها بذلك .. ولكنني يجب ان اتقدم الى مي .. يجب .. لكي لا ألوم نفسي بعد هذا .. جائزة الشيخ زايد سوف تظهر نتيجتها يوم الثامن من فبراير وسوف يتم توزيع الجوائز يوم الثالث من مارس .. لو حصل ما اتمناه وفزت في المسابقه لربما تزوجت انا ومي في شهر ابريل او مايو بالاكثر .. إدعولي ..

امتحاناتي بعد يومين ولا ارعف شيء عن المنهج .. ولا اعرف ما الذي سوف يحدث .. تقلبات الحياه تطحنني .. الرحمه ..

السبت، 9 يناير 2010

بيان للتقرير

ما الذي يحدث؟.. هذه ليست المره الأولى ولا الثانيه ولا حتى العاشره التي أجلس فيها وأعيد حساباتي مع نفسي.. لقد فقدت ثقتي بنفسي .. إنني غير قادر على إتخاذ أي قرار جاد.. كل ما أحتاجه هو بيان للتقرير.. ويجب أن أنفذه .. يجب .. إما الآن أو لا للأبد.. to be or not to be
ماذا تشكل الشيشه لحياتي؟..
إنها تؤذيني جسدياً .. أنفق عليها الكثير من المال.. تضيع وقتي . تقلل من حماستي تجاه أي شيء.. ترهقني روحاً وجسداً.. تسليني في وحدتي. تجعلني أشعر أنني على وشك القيام بأمر عظيم.. لحظه.. القضيه ليست أنني أدخن.. أعتقد أنها الشماعه التي أعلق عليها فشلي.. ليست الشيشه التي تمنعني عن المذاكره أو تمنعني عن الوصول إلى ما أريد.. ولكن.. لا يمكن أن أنكر انها تشكل حاجز.. ولكن ليس حاجز رئيسي.. في الحقيقه.. لا يوجد هناك ما يسمى بالحاجز الرئيسي.. لا يوجد شيء يمكن أن يقوم بدور عصا الساحر.. إنها مجموعة من الاشياء تشكل تصرفاتي وإتجاهاتي وحماقاتي.. لماذا علي أن أعيش الحياه بهذه الطريقه الغريبه؟. الأمر أبسط من ذلك .. من جد وجد ومن زرع حصد.. هذا مبدأ ظريف للعمل والإستذكار.. ومن الواضح وبشده أيضاً أن العمل يؤتي ثماره وترك العمل لا يؤتي بأي ثمار.. من الواضح أن من يعمل يجد أشياء جيده ويحقق ما يريد ومن لا يعمل لا يجد شيئاً ويحقق ما لا يريد.. ربما يمكن أن نقول الحسن واضح والقبيح واضح أو الحلال بين والحرام بين وهذا مبدأ ظريف لتصرفاتي.. لست في حاجه إلى طبيب ليخبرني أن التدخين ضار بالصحه ويجب علي أن أقلع عنه.. من سابق خبراتي أعرف أن الحسن ليس أن أقلع عن التدخين فجأه وبقرار عجائبي .. إنما في التأني السلامه وفي العجلة الندامه و الدنيا ما بتتاخدش قفش ولكن ببطء وثبات تحدث الأمور العظيمه التي أشتهيها.. لا يجب أن أصبح عبقري شبكات في إسبوع.. ولا يجب أن أقلع عن التدخين الليله.. ولا يجب أن أذاكر وأنتهي من مادة كامله في يوم واحد.. ولا يجب أن أشاهد أربعة أو خمسة دروس كمبيوتر اليوم.. ولا يجب أن يصبح every thing is a big deal .. الحياه بها نوع من الحكمه.. الحياه تتحرك وتثبت وجودها بالاستمراريه وليس بفعل طاريء يذهب بذهاب سببه إذ أن لكل فعل سبب.. الأمور في تفاصيلها أكثر تعقيداً من أن تسمح لي بتركها مره واحده دون رجعه أو الاقبال عليها مره واحده دون تهيئه.. ولا يمكن أن نضع الحياه عرضه لإنفعالاتنا الطارئه وإلا لفقدت رحلة الحياه قيمتها.. الفعل يكون مستمراً حين نفعله على المدى الطويل.. هذا ما يجعل مبدأ الإستمرار مبدأ إستمرار.. الفعل على المدى الطويل.. كل شيء في الحياه له وجود وحيز ويجب أن يتمتع من الوقت بمقدار وجوده وحيزه.. الحياه واضحه وبسيطه.. فقط يجب أن أضعها فوق ميزان العقل الذي خلقه الله لي.. لأعرف ان هذا جيد وهذا سيء.. هذا سوف يجعلني سعيد في النهايه.. وهذا سوف يجعل الامر ينتهي إلى تعاسه.. هذا فقط ما أردت أن أقول.. بس كده..

السبت، 2 يناير 2010

النصر الحقيقي

ماذا لو فزت بجائزة مصطفى عزوز وحصلت على المبالغ الطائله من تلك الجائزة؟.. ماذا لو فزت بجائزة الشيخ زايد في أدب الطفل وحصلت على المليون المرتقبه؟.. وقتها سوف أكون حققت حلمي بأن أصبح مليونيراً وبعدها ربما بأيام سوف أحقق حلمي بالجواز من حبيبتي.. والشهره في الكتابه سوف أحققها وقتها بالتأكيد مع روايتي التي ستصدر بمعرض الكتاب القادم بعد عشرين يوم.. ولكن هل سيكون هذا هو الإنتصار الحقيقي؟.. ماذا لو جائتني كل تلك الاموال وحققت أحلامي.. هل ساتغير وقتها؟.. أعتقد أن التغيير الحقيقي يأتي من الداخل.. وليس من كل تلك الإطارات الخارجيه التي تحيط بصورتنا في تلك الحياه.. أعتقد أن النصر الحقيقي سوف يكون في أن أتغير قبل أن تأتي لي كل خيرات الله تلك.. الثروه والزواج من حبيبتي والشهره في المجال الذي عشقته منذ كنت في المرحله الإبتدائيه بينما خريطتي الجينيه تحاول التغلب على نفسها في إيجاد طريقة لإستيعاب كل تلك المدخلات من لغة الأدباء المعقده المترابطه.. ولكنني اليوم.. وبمساعدة حبيبتي.. التي طالما فكرت معي.. وشاركتني القرارات المصيريه.. أقول أنني أخيراً إنتصرت.. أخيراً إنتصرت عل نفسي وأخذت القرار.. ان أكون الانسان الافضل لنفسي ولحبيبتي.. أن أستحق الحياه التي منحني الله إياها، ويمنحني الله إياها مع إشراقة كل يوم جديد.. لقد قرأت من قبل نقلاً عن الدكتور جلال أمين أن هناك كاتب سيرة ذاتيه لا أعرف إسمه في الحقيقه.. قال في مقدمة سيرته الذاتيه (إنني وإن كنت لن أذكر سوى الحقيقه.. فإنني لن أذكر كل الحقيقيه.. لأن تعرية الجسد كله قد تأباه العين وتنفر منه.. فما بالك بتعرية النفس كلها!..) ولقد صدق للغايه هذا الكاتب في إستشفاف حقيقة إعترافات السيرة الذاتيه.. حين تحدثت معكم لأول مره في تلك المدونه منذ ستين يوماً.. لم أذكر لكم كل الحقيقه.. لم أذكر لكم عن الضوائق الماليه الطاحنه التي أمر بها والتي تتكفل بتدمير روح المرء ومعنوياته.. لم أذكر لكم عن متاعبي العائليه وخاصة مع أنسابي الذين أجد نفسي مرغماً على الجلوس معهم في العديد من الصالونات للتوصل لحلول في مشكلاتهم الزوجيه مع أختاي.. والضغط العصبي الذي أعانيه من جراء تجاهل والدي للأمر كله وإلقاء الحمل علي كاملاً.. لم أحكي لكم عن وحدتي الغير إراديه والتي تجعلني أهيم على المقاهي وحيداً إلى الرابعة فجراً بصوره يوميه.. لم أحكي لكم عن المعوقات التي تجعلني أنا وحبيبتي لا نستطيع التحدث أو التواصل بأي طريقه لمدة أيام.. لم أحكي لكم عن زياراتي الخاطفه لها في القاهره والتي تستمر لعدة ساعات ثم أعود إلى سوهاج في نفس اليوم الذي سافرت فيه .. أي أعيش 36 ساعه في السفر دون أن أستريح بالمعنى المفهوم ودون الدخول إلى مرحاض ودون النوم.. لم أحكى لكم عن مشاكلي مع التعليم وكيف أن دفعتي قد تخرجت وتوظفت منذ عامين وأنا لا زلت في الصف الثاني من الجامعه.. لم أحكي لكم عن أشياء كثيره.. ربما إنقطعت عنكم فترات طويله دون أن أحكي لكم أن السبب هو عدم سدادي لفاتورة النت.. كلها تفاصيل صغيره ولكنها تؤثر على العناوين الكبيره لأخبار حياتنا.. في الستين يوماً الماضيه كان كل ما ينقصني هو أن آخذ القرار.. دائماً كنت أوقف حياتي على العديد من الاشياء.. أقول لن أصلي حتى أكف عن التدخين ولن أكف عن التدخين حتى أمارس الرياضه بصوره منتظمه ولن أمارس الرياضه بصوره منتظمه حتى أواظب على الصلاه.. وهكذا دائره مغلقه تعيدني دائماً إلى مكاني الذي بدأت منه.. فتمر الايام من بين اصابعي وانا لا افعل شيء سوى التأمل مثل كهنة الزن (ذكروني أن أكتب لكم يوماً مقالاً عن كهنة الزن هؤلاء).. كنت دائماً أريد أن أبدأ بطريقه كامله ودون نقص على جميع المستويات.. ولكن لا يوجد أحد كامل.. لا أريد أن أكون كاملاً ولكنني أريد أن أكون حقيقياً كما قال لي معلمي الجميل (أحمد نور) وهو مخرج شاب أتمنى له من كل قلبي مستقبل باهر.. أن أعود إلى المنزل في المساء وأنظر لنفسي في المرآه وأنا راضي عن نفسي تمام الرضا.. أن لا أخجل من النظر إلى صورتي في المرآه.. لذا إتخذت القرار.. لقد إنتصرت أخيراً ولن أعود للهزميه من جديد.. الإكتئاب والملل.. من ذا الذي يمل من الحياه وكل تلك الافتراضات التي تحويها؟.. إن النفس الذي نستنشقه كل مره نتنفس فيها لهو مغامره مثيره جديره بالتقدير.. فقط لو قمنا بتقليل التأمل والإكثار من الفعل.. الفعل هو جوهر الوجود الذي بدونه لن نكون أحياء ولن نستحق إطلالة يوم جديد..