الاثنين، 23 أغسطس 2010

مشهد خاطف من روايه أوروبيه حيث يسير الابطال مرتدين القبعه والمعطف دون مظله تحت الامطار في شوارع مرصوفه بحجر الاسكافي في ظلام الليل

كان قد انتهى لتوه من مغامره طويلة المدى ظن انها لن تنتهي أبداً .. لم يكن يعرف انها مرحله في حياته وستنقضي .. بل كان قد تكون لديه اقتناع خفي بأن هذه المرحله هي كل ما كانت عليه حياته وكل ما سيكون عليه مستقبله .. غريبه هي الخطط التي يدبرها لنا القدر .. غريبه هي المواقف والاحداث التي تأتينا لتغير حياتنا بين كل مرحلة وأخرى دون أن نكون متنبهين .. لقد ادرك ان القدر لا يزال في جعبته الكثير من الاحداث له .. لن يبقى أبد حياته على هذه الوضع وفي هذه الحاله .. التغيير سمة أساسيه ولكننا لا نلحظها لأننا لا نرى التغير بل نعيشه .. لا نختبره بل يطبق علينا من قبل محكمه خفيه .. المؤسف ان في كل مرحله من حياته حين كان يبدأ في الاعتياد على الامر واعتبار ان وجوده وان تفاصيل تلك المرحله هي امر مسلم به كان موجوداً منذ الاذل ولسوف يبقى الى الابد .. حين كان يعلن استسلامه الاخير ويتهاوى جدار مقاومته لتلك المرحله .. ويقتنع انه وصل الى المنزل وانه ليس بمقدوره خوض معركه اخرى .. عندها .. و عندها فقط .. يبدأ فصل جديد من الاحداث .. هذه المره لم يعد قادراً على ان يترك الاحداث تتحرك على غير ارادة منه .. كل ما في الامر انه مل هذا الفصل السخيف .. وقرر ان يقلب الصفحه ويبدأ فصل جديداً بطريقته الخاصه .. لهذا انتهى مما كان يكتب .. ونهض من وراء مكتبه .. نظر لوجهه المرهق في المرآه المتساقطة الطلاء في أكثر من موضع .. وتحرك عبر الغرفه ذات الضوء الخافت .. إلتقط معطفه من فوق المشجب .. وتناول عصاته و قبعته .. ثم فتح الباب وخرج من المنزل واغلق الباب بقوه من خلف .. وخرج الى الطريق وفي نيته أنه لن يعود مرة أخرى الى هذا المنزل .. وكنوع من التأكيد على ذلك القرار الداخلي .. ورغبة منه في بدء فصل جديد من حياته بأحداث أكثر تشويقاً .. أخرج من جيب معطفه جهاز تحكم أسود صغير به زر أحمر .. وضغط الزر بقوه فأنفجر المنزل من وراءه وصار الى اشلاء ناريه .. نظر لأشلاء المنزل الملتهبه المبعثره على قارعة الطريق .. ثم أدار وجهه إلى بداية الطريق .. وسار في خطى ثابته وهو يتقدم الى طريق مجهول ..