إنتهت الإجازه.. الحمد لله إنتهت على خير.. أذكر أنني كنت كلما إنتويت أخذ إجازه للراحه العقليه والنفسيه.. كانت تحدث من المنغصات ما يقلب مزاجي.. ومن المتغيرات.. ما يجعل من الإجازه يوماً مشحوناً بالعمل.. ولكن هذه الإجازه بالذات كانت مثاليه تماماً..
إستيقظت في الساعة الثانية ظهراً.. تكاسلت في الفراش نصف ساعه كامله.. ثم تناولت إفطاري ببطء مع الجريده التي كنت قد توقفت عن قرآءتها دهراً.. قرأت مقالاً لإبراهيم عيسى وآخر لجلال أمين وكلاهما عبقري..بعدها شاهدت بعض أفلام الكارتون وأنا أتناول الغداء.. ثم قرأت بعض الكوميكس comics وبمناسبة الكوميكس فقد أضفت معلومه جديده لم أكن أعرفها وهي أن أول فيلم صوتي لميكي كان فيلم (الباخره ويللي) وكان صاحب الآداء الصوتي والت ديزني نفسه، وكانت أول كلمة نطق بها ميكي ماوس هي (هوت دوج).. المعلومه التي أعجبتني حقاً هي أن كلمة السر لعملية الإنزال الشهيره في الحرب العالميه الثانيه (نورماندي) التي قام بها الحلفاء، كانت كلمة السر لبدء عملية نورماندي هي (ميكي ماوس)!..
بعد ذلك خرجت من المنزل وذهبت للجلوس في كافيه أنيق على النيل.. جلست وحيداً متأملاً النيل وقت الغروب.. كان المشهد ساحراً.. وما زاده سحراً هو أن حبيبتي إتصلت بي وأنا جالس وتكلمنا طويلاً.. بعدها أكملت الإستمتاع بمشهد النيل الأوبرالي ذاك، ولكن دائماً هناك ذلك الصديق المزعج الذي يعتقد انه يقدم لك هديه عندما يتصل بك لمجرد أنه هو.. رددت بإمتعاض: من؟.. فجاء صوت صديقي المتحمس لكل شيء ولأي شيء.. الصديق الذي كنت أقصده بصوره مباشره عندما قلت أنني أرغب في أخذ أجازه من الإصدقاء.. جاء صوته يخبرني بأنه يريد أن يقابلني للضروره القصوى.. حاولت الإمتعاض ولكن هيهات.. وبالفعل نجح الوغد في أن يقابلني ويعكر صفوي قليلاً بحديثه عن عمله الجديد في قناة روتانا خليجي وكيف أنه يفضل المحور.. صرخت في وجهه: قلت لك أنني لا أريد أن أتحدث عن العمل هذا اليوم.. ولكن صرختي هذه لم تمنعه من أن يطلب مني مباشرة سيناريو فيلم قصير.. اللعنه على الحماقه.. تركته بعد أن يأس من أن يتلقى مني أي جواب شافي.. بعدها واصلت المسير حتى وجدت مقهى ضال من تلك المقاهي الفقيره الضيقه والتي بالرغم من هذا تقع في أفضل بقعه في المدينه.. حيث تبدو من بعيد المدينه لامعه تموج بالبشر والسيارات.. بينما أنت قابع على مقعدك بذلك المقهى الدافيء.. في النهايه رجعت إلى المنزل.. كانت الساعه الثامنة مساء.. قرأت قليلاً بعض الكوميكس.. وقرأت صفحه أو صفحتين من رواية ملك الخواتم (البرجان) عن طبعة نهضة مصر المترجمه، ووجدت نفسي رائق البال لكي أضع عداد زوار في المدونه هنا، وقمت أيضاً على سبيل التسليه ومن منطلق إشعال الحماسه في الذات، قمت بوضع عداد زمني يحسب الباقي من الوقت الذي حددته لنفسي من أجل تحقيق حلمي بإذن الله العلي القدير..
قضيت الوقت بعد ذلك في قضاء إحتياجات المنزل من البقاله.. ثم جلست على مقهى قريب من المنزل يسمى (قهوة الغول) .. بعدها جلست على مقهى آخر يسمى (قهوة المهندسين) .. وفي النهايه قررت قبل النوم أن أشاهد فيلماً.. كنت بحاجه لفيلم يصيبني بالبهجه والسرور.. ويجعلني راضي عن حياتي وعن العصر الذي أحيا فيه.. عصر لم تتقدم فيه التكنولوجيا بطريقه مبالغ فيها ولكنها تقدمت بما فيه الكفايه لكي تخدمني بطريقه مقبوله.. وقد وقع إختياري على فيلم district 9 وياليتني ما شاهدته.. فقد إكتشفت معلومه هامه للغايه.. إن هذا الفيلم أكثر الأفلام التي أنتجتها هوليوود كآبه.. أكثر فيلم يمكنه أن يشعرك بالإكتئاب وإنعدام الأمل في نجاة البطل من نهاية بشعه لدرجة أن الموت أرحم ألف مره من تلك النهايه.. نهاية الفيلم كئيبه للغايه ولكنها تعطيك بعض الأمل.. ولكنه أمل يائس لا يساهم سوى في جعلك مكتئباً أكثر وأكثر.. ولكن يكفي أن تعلم أن مخرج الفيلم هو بيتر جاكسون.. ما أعجبني في الفيلم هو أنه يجعلك ترى البشر على حقيقتهم.. دائماً ما تصور أفلام (غزو الفضاء) البشر على أنهم مجموعة من الدجاج المذعور الذي ليس لديه حيله ولا قوه أمام الفضائيين المتقدمين الأشرار.. ولكن هذا الفيلم يجعلك تتعاطف مع الفضائيين وتلعن في ذاتك الجنس البشري بغباءه وعنصريته وضيق أفقه الذي إعتدناه في العديد من المصائب البشريه التي ظهرت خصوصاً بعد قيام النظام الرأسمالي الحديث، بداية من إلقاء القمح في المحيط للمحافظه على إرتفاع سعره في الأسواق لكي يزداد الأثرياء ثراءاً بينما على الجانب الآخر من العالم، بل ومن نفس البلده، يموت الناس من الجوع كما صورت لنا رواية (عناقيد الغضب) لجون شتاينبك.. مروراً بعصور الإحتلال وسرقة الشعوب المحتله، حتى وصلنا إلى العصر الذي ألقت فيه أمريكا القنبله الذريه على اليابان من أجل تجربة جودة صناعة القنبله لا أكثر.. هكذا هو الجنس البشري.. أحمق مجنون أرعن لا يحسن التصرف مع الطبيعه، بل إنني أكاد أقول أن التاريخ كله هو مجرد (حماقه إنسانيه كبيره)..
إنتهيت من مشاهدة الفيلم وقررت أن أكتب لكم هذه الرساله في الدقائق الأخيره قبل الإبحار في قارب النوم إلى شواطي الأحلام البعيده.. إنها الدقائق الأخيره من إجازتي.. صحيح.. لقد نسيت أن أخبركم.. لقد قررت تكرار هذه الإجازه مره كل إسبوع.. قد أجعلها كل يوم جمعه.. بالطبع لا يعني هذا أنني سآخذ إجازه يوم الجمعه القادم لأنني أخذتها بالفعل اليوم..
الآن حق لي أن أقول لكم.. تصبحون على خير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق