ماذا لو فزت بجائزة مصطفى عزوز وحصلت على المبالغ الطائله من تلك الجائزة؟.. ماذا لو فزت بجائزة الشيخ زايد في أدب الطفل وحصلت على المليون المرتقبه؟.. وقتها سوف أكون حققت حلمي بأن أصبح مليونيراً وبعدها ربما بأيام سوف أحقق حلمي بالجواز من حبيبتي.. والشهره في الكتابه سوف أحققها وقتها بالتأكيد مع روايتي التي ستصدر بمعرض الكتاب القادم بعد عشرين يوم.. ولكن هل سيكون هذا هو الإنتصار الحقيقي؟.. ماذا لو جائتني كل تلك الاموال وحققت أحلامي.. هل ساتغير وقتها؟.. أعتقد أن التغيير الحقيقي يأتي من الداخل.. وليس من كل تلك الإطارات الخارجيه التي تحيط بصورتنا في تلك الحياه.. أعتقد أن النصر الحقيقي سوف يكون في أن أتغير قبل أن تأتي لي كل خيرات الله تلك.. الثروه والزواج من حبيبتي والشهره في المجال الذي عشقته منذ كنت في المرحله الإبتدائيه بينما خريطتي الجينيه تحاول التغلب على نفسها في إيجاد طريقة لإستيعاب كل تلك المدخلات من لغة الأدباء المعقده المترابطه.. ولكنني اليوم.. وبمساعدة حبيبتي.. التي طالما فكرت معي.. وشاركتني القرارات المصيريه.. أقول أنني أخيراً إنتصرت.. أخيراً إنتصرت عل نفسي وأخذت القرار.. ان أكون الانسان الافضل لنفسي ولحبيبتي.. أن أستحق الحياه التي منحني الله إياها، ويمنحني الله إياها مع إشراقة كل يوم جديد.. لقد قرأت من قبل نقلاً عن الدكتور جلال أمين أن هناك كاتب سيرة ذاتيه لا أعرف إسمه في الحقيقه.. قال في مقدمة سيرته الذاتيه (إنني وإن كنت لن أذكر سوى الحقيقه.. فإنني لن أذكر كل الحقيقيه.. لأن تعرية الجسد كله قد تأباه العين وتنفر منه.. فما بالك بتعرية النفس كلها!..) ولقد صدق للغايه هذا الكاتب في إستشفاف حقيقة إعترافات السيرة الذاتيه.. حين تحدثت معكم لأول مره في تلك المدونه منذ ستين يوماً.. لم أذكر لكم كل الحقيقه.. لم أذكر لكم عن الضوائق الماليه الطاحنه التي أمر بها والتي تتكفل بتدمير روح المرء ومعنوياته.. لم أذكر لكم عن متاعبي العائليه وخاصة مع أنسابي الذين أجد نفسي مرغماً على الجلوس معهم في العديد من الصالونات للتوصل لحلول في مشكلاتهم الزوجيه مع أختاي.. والضغط العصبي الذي أعانيه من جراء تجاهل والدي للأمر كله وإلقاء الحمل علي كاملاً.. لم أحكي لكم عن وحدتي الغير إراديه والتي تجعلني أهيم على المقاهي وحيداً إلى الرابعة فجراً بصوره يوميه.. لم أحكي لكم عن المعوقات التي تجعلني أنا وحبيبتي لا نستطيع التحدث أو التواصل بأي طريقه لمدة أيام.. لم أحكي لكم عن زياراتي الخاطفه لها في القاهره والتي تستمر لعدة ساعات ثم أعود إلى سوهاج في نفس اليوم الذي سافرت فيه .. أي أعيش 36 ساعه في السفر دون أن أستريح بالمعنى المفهوم ودون الدخول إلى مرحاض ودون النوم.. لم أحكى لكم عن مشاكلي مع التعليم وكيف أن دفعتي قد تخرجت وتوظفت منذ عامين وأنا لا زلت في الصف الثاني من الجامعه.. لم أحكي لكم عن أشياء كثيره.. ربما إنقطعت عنكم فترات طويله دون أن أحكي لكم أن السبب هو عدم سدادي لفاتورة النت.. كلها تفاصيل صغيره ولكنها تؤثر على العناوين الكبيره لأخبار حياتنا.. في الستين يوماً الماضيه كان كل ما ينقصني هو أن آخذ القرار.. دائماً كنت أوقف حياتي على العديد من الاشياء.. أقول لن أصلي حتى أكف عن التدخين ولن أكف عن التدخين حتى أمارس الرياضه بصوره منتظمه ولن أمارس الرياضه بصوره منتظمه حتى أواظب على الصلاه.. وهكذا دائره مغلقه تعيدني دائماً إلى مكاني الذي بدأت منه.. فتمر الايام من بين اصابعي وانا لا افعل شيء سوى التأمل مثل كهنة الزن (ذكروني أن أكتب لكم يوماً مقالاً عن كهنة الزن هؤلاء).. كنت دائماً أريد أن أبدأ بطريقه كامله ودون نقص على جميع المستويات.. ولكن لا يوجد أحد كامل.. لا أريد أن أكون كاملاً ولكنني أريد أن أكون حقيقياً كما قال لي معلمي الجميل (أحمد نور) وهو مخرج شاب أتمنى له من كل قلبي مستقبل باهر.. أن أعود إلى المنزل في المساء وأنظر لنفسي في المرآه وأنا راضي عن نفسي تمام الرضا.. أن لا أخجل من النظر إلى صورتي في المرآه.. لذا إتخذت القرار.. لقد إنتصرت أخيراً ولن أعود للهزميه من جديد.. الإكتئاب والملل.. من ذا الذي يمل من الحياه وكل تلك الافتراضات التي تحويها؟.. إن النفس الذي نستنشقه كل مره نتنفس فيها لهو مغامره مثيره جديره بالتقدير.. فقط لو قمنا بتقليل التأمل والإكثار من الفعل.. الفعل هو جوهر الوجود الذي بدونه لن نكون أحياء ولن نستحق إطلالة يوم جديد..
السبت، 2 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق