تفتّح الوعي لدي بالطبيعه و الاشياء ، و بذاتي بصفه خاصه بشكل عشوائي تماماً ، المواضيع الوجوديه محلّ التفكير بالنسبه لي لم تكن مترابطه و لم تكن ذات نسق واحد محدد ، مؤخراً اصبحت اميل الى التشبث بخيط وجودي واحد، طريق واحد اسير عليه في النظر و الفهم و التجربه و التفكير ، و لكن يبدو ان الطريقه العشوائيه لحصد المواد محل الوعي هي الطريقه الانجح ، لأنني منذ عرفت معنى الوعي بالاشياء ، و منذ تمسكت بخيط واحد للوعي ، اصبحت اكثر بطئاً في التعلم و الاستيعاب، لم تعد هناك طفرات وعي مفاجئه، لم تعد هناك تيارات وعي حافله ، اصبح الامر أشبه بنزيف عقلي بطيء متجلط معظم الوقت .
الوعي بالنسبه لي هو الفهم ، المعرفه ، و هذا أمر أثره شديد الوضوح في التجربه ، فالتجربه الواعيه تتميز بأنها تضيف الى نفسي و الى شخصيتي و الى خبراتي ، و التجربه التي تمر بدون ثمّة وعي كبير تمر مرور الكرام، او مرور اللصوص ، لا اشعر بها ، لا تضيف الى داخلي شيء ، لا تثري شخصيتي او تجربتي .
الفهم يعني مثلاً انني ارغب في فتاه ، احبها ، ارغب في الحصول على قلبها ، اتعامل معها بشكل متكرر ، كل مره لها مبرر جديد، احافظ على خيط واضح من التواصل ، شعرة معاويه التي سرعان ما تتحول الى باروكة مارلين مونرو ، هذا التعامل العقلي الواعي مع قصة الحب يميز الوعي ، اما قصة الحب التي تمر بدون وعي ، فهي تلك القصه التي اتعامل فيها بعاطفيه شديده، اترك الامور تجري كما هي ، لا احافظ على شعرة معاويه ولا حتى قملة دون جوان ، لا توجد جُرأه ولا يوجد إصرار، لا يوجد سعي واعي ، تجربتي مع الوعي علّمتني انني استطيع ان أحرّك دفّة السفينه ، علمتني ان اعيش بقصد ، الا انها علمتني ايضاً ان اعيش بمكر ، فمثلاً كانت هناك تلك الفتاه صديقة اختي ، كانت معجبه بي بشده و لكني لم اكن ابادلها الاعجاب فلم اسعى للحصول عليها ، لم اهتم كثيراً ، بل فهمت الامر متأخراً ، الى درجة انها حين ارسلت لي رساله على التليفون تخبرني فيها صراحه بانها تحبني ، ظننت انها خلطت بين رقمي و بين رقم اختي ، و انها تقصد اختي بهذه الرساله ، كنوع من الرسائل الرومانسيه المائعه التي تتبادلها الفتيات معظم الوقت . هل كان هذا غباء و عدم وعي ام كان اتساق مع القلب و العاطفه ؟ . لا اعرف . وقد كنت وقتها في عامي الجامعي الاول! .
لقد فهمت الطبيعه الانسانيه متأخراً جداً ، و لكن هذا لا يعني انني كنت ملاك ، انني في طفولتي كنت اكثر طفل شهواني غريزي يمكن ان تقابله على الاطلاق ، إلتزمت بنموذج فرويد الجنسي عن الطفوله بشكل دقيق ، كانت لي تجارب من الاحتكاك الجنسي السطحي مع ابناء الجيران في مثل عمري و انا في المرحله الابتدائيه المبكره ، و لم اتورع ايضاً عن التحرش بأقدام قريباتي من الفتيات البالغات ، إلا انني كنت امارس كل هذا بدون اي شعور بالشر ، بدون اي شعور بتأنيب الضمير ، بدون اي وعي ، لا اذكر متى توقفت عن تلك الغريزيه الفجّه ، ربما كانت مع اكتشافي للكمبيوتر ، في الصف الاول الثانوي ، لقد كان لجهاز الكمبيوتر المنزلي دور كبير جداً في حياتي و في بناء شخصيتي في وقت مبكر ، انني استطيع القول ان الكمبيوتر هو الذي تولى تربيتي و انا مراهق ، صحيح انه بعد ذلك فتح عيني على عالم من المواد الاباحيه على الانترنت ، لأشاهد اوضاع لن يصدق ابي و امي ذاتهم انها ممكنه في العمليه الجنسيه ، الا ان هذا جاء في وقته ، لم ياتي مبكراً ، كما انه لم يأتي متاخراً ، و شاارك بدوره في تخريب - او صياغة - شخصيتي.
كانت خبرتي الاولى مع الوعي غريبه بعض الشيء ، كان عمري ثلاثة و عشرون عاماً ، كنت وقتها استنشق دخّان الحشيش مع قهوجي في بوفيه احد المقاهي الشعبيه بجوار منزلي ، وقتها دخل الى المقهى احد الزبائن ورآني أُدخّن الحشيش بمشاركة القهوجي و صاحب المقهى ، فقال لصاحب المقهى (احنا قلبناها خمّاره هنا ولا ايه؟) . وقتها غضب صاحب المقهى ورد على الرجل بصوره حاده ، موضحاً حدود تدخُّله في ما لا يعنيه ، اما انا فجلست صامتاً لا اعرف كيف أرد ، عدت الى المنزل في تلك الليله مسطول و مُستاء ، كيف و انا الذكي الصايع لم استطيع الرد على هذا اللعين ؟! .. لقد كنت دائماً اجلس في هذا المقهى - وحيداً معظم الوقت - أدخن الشيشه و اقرا كتاباً ، كنت تراني فتحسب انني مثقف طيب كئيب غلبان ، و لكنني كنت ايضاً من الطراز الذي يدخّن الحشيش داخل البوفيه مع صاحب المقهى نفسه ، و هو امتياز لا يناله الا القله القليله من اللذين بلغوا اعلى مناصب الصعلكه . ليلتها فكّرت انني بحاجه الى استخدام خبراتي السابقه من التعرض للمواقف المحرجه في رد اي هجوم لفظي يحدث لي في المستقبل ، و قد كنت املك خبره مهوله في كم المواقف المحرجه التي مررت بها في حياتي ، اصلاً فإن الخجل كان هو معركتي الوجوديه منذ كان عمري خمسة عشر عاماً و حتى اصبح عمري ثلاثة و عشرين عاماً ، دائماً املك ما اقول و لكنني لا اعرف كيف اقوله ، لم اكن استطيع المشاركه في السماجه الانسانيه الاجتماعيه المسماه ( كلام ) . الى درجة انني - وكان عمري اثنان و عشرون عاماً - في بداية حفلة خطوبتي - فقد كانت لي تجربة زواج لم تكتمل في عمر مبكر من حياتي و لم تتجاوز مرحلة الخطوبه - كنت اجلس انا و ابي و امي و اختي و زوجها ، زوج اختي كان شاباً صغيراً يقربني في السن ، اكبر مني بعام واحد ، و ان بدا اكبر ، كان شخصيه اجتماعيه كثيرة الكلام و المزاح ، ليلتها كان يرتدي بدلة و ربطة عنق ، بينما انا العريس كنت ارتدي قميصاً عادياً ، وقتها ظن بعض أهل العروس الذين لم يروني من قبل ان العريس هو زوج اختي و ليس انا ، لأنني كنت اجلس صامتاً ، بقميصي البائس و صمتي الاكثر بؤساً .
الوعي بالنسبه لي هو الفهم ، المعرفه ، و هذا أمر أثره شديد الوضوح في التجربه ، فالتجربه الواعيه تتميز بأنها تضيف الى نفسي و الى شخصيتي و الى خبراتي ، و التجربه التي تمر بدون ثمّة وعي كبير تمر مرور الكرام، او مرور اللصوص ، لا اشعر بها ، لا تضيف الى داخلي شيء ، لا تثري شخصيتي او تجربتي .
الفهم يعني مثلاً انني ارغب في فتاه ، احبها ، ارغب في الحصول على قلبها ، اتعامل معها بشكل متكرر ، كل مره لها مبرر جديد، احافظ على خيط واضح من التواصل ، شعرة معاويه التي سرعان ما تتحول الى باروكة مارلين مونرو ، هذا التعامل العقلي الواعي مع قصة الحب يميز الوعي ، اما قصة الحب التي تمر بدون وعي ، فهي تلك القصه التي اتعامل فيها بعاطفيه شديده، اترك الامور تجري كما هي ، لا احافظ على شعرة معاويه ولا حتى قملة دون جوان ، لا توجد جُرأه ولا يوجد إصرار، لا يوجد سعي واعي ، تجربتي مع الوعي علّمتني انني استطيع ان أحرّك دفّة السفينه ، علمتني ان اعيش بقصد ، الا انها علمتني ايضاً ان اعيش بمكر ، فمثلاً كانت هناك تلك الفتاه صديقة اختي ، كانت معجبه بي بشده و لكني لم اكن ابادلها الاعجاب فلم اسعى للحصول عليها ، لم اهتم كثيراً ، بل فهمت الامر متأخراً ، الى درجة انها حين ارسلت لي رساله على التليفون تخبرني فيها صراحه بانها تحبني ، ظننت انها خلطت بين رقمي و بين رقم اختي ، و انها تقصد اختي بهذه الرساله ، كنوع من الرسائل الرومانسيه المائعه التي تتبادلها الفتيات معظم الوقت . هل كان هذا غباء و عدم وعي ام كان اتساق مع القلب و العاطفه ؟ . لا اعرف . وقد كنت وقتها في عامي الجامعي الاول! .
لقد فهمت الطبيعه الانسانيه متأخراً جداً ، و لكن هذا لا يعني انني كنت ملاك ، انني في طفولتي كنت اكثر طفل شهواني غريزي يمكن ان تقابله على الاطلاق ، إلتزمت بنموذج فرويد الجنسي عن الطفوله بشكل دقيق ، كانت لي تجارب من الاحتكاك الجنسي السطحي مع ابناء الجيران في مثل عمري و انا في المرحله الابتدائيه المبكره ، و لم اتورع ايضاً عن التحرش بأقدام قريباتي من الفتيات البالغات ، إلا انني كنت امارس كل هذا بدون اي شعور بالشر ، بدون اي شعور بتأنيب الضمير ، بدون اي وعي ، لا اذكر متى توقفت عن تلك الغريزيه الفجّه ، ربما كانت مع اكتشافي للكمبيوتر ، في الصف الاول الثانوي ، لقد كان لجهاز الكمبيوتر المنزلي دور كبير جداً في حياتي و في بناء شخصيتي في وقت مبكر ، انني استطيع القول ان الكمبيوتر هو الذي تولى تربيتي و انا مراهق ، صحيح انه بعد ذلك فتح عيني على عالم من المواد الاباحيه على الانترنت ، لأشاهد اوضاع لن يصدق ابي و امي ذاتهم انها ممكنه في العمليه الجنسيه ، الا ان هذا جاء في وقته ، لم ياتي مبكراً ، كما انه لم يأتي متاخراً ، و شاارك بدوره في تخريب - او صياغة - شخصيتي.
كانت خبرتي الاولى مع الوعي غريبه بعض الشيء ، كان عمري ثلاثة و عشرون عاماً ، كنت وقتها استنشق دخّان الحشيش مع قهوجي في بوفيه احد المقاهي الشعبيه بجوار منزلي ، وقتها دخل الى المقهى احد الزبائن ورآني أُدخّن الحشيش بمشاركة القهوجي و صاحب المقهى ، فقال لصاحب المقهى (احنا قلبناها خمّاره هنا ولا ايه؟) . وقتها غضب صاحب المقهى ورد على الرجل بصوره حاده ، موضحاً حدود تدخُّله في ما لا يعنيه ، اما انا فجلست صامتاً لا اعرف كيف أرد ، عدت الى المنزل في تلك الليله مسطول و مُستاء ، كيف و انا الذكي الصايع لم استطيع الرد على هذا اللعين ؟! .. لقد كنت دائماً اجلس في هذا المقهى - وحيداً معظم الوقت - أدخن الشيشه و اقرا كتاباً ، كنت تراني فتحسب انني مثقف طيب كئيب غلبان ، و لكنني كنت ايضاً من الطراز الذي يدخّن الحشيش داخل البوفيه مع صاحب المقهى نفسه ، و هو امتياز لا يناله الا القله القليله من اللذين بلغوا اعلى مناصب الصعلكه . ليلتها فكّرت انني بحاجه الى استخدام خبراتي السابقه من التعرض للمواقف المحرجه في رد اي هجوم لفظي يحدث لي في المستقبل ، و قد كنت املك خبره مهوله في كم المواقف المحرجه التي مررت بها في حياتي ، اصلاً فإن الخجل كان هو معركتي الوجوديه منذ كان عمري خمسة عشر عاماً و حتى اصبح عمري ثلاثة و عشرين عاماً ، دائماً املك ما اقول و لكنني لا اعرف كيف اقوله ، لم اكن استطيع المشاركه في السماجه الانسانيه الاجتماعيه المسماه ( كلام ) . الى درجة انني - وكان عمري اثنان و عشرون عاماً - في بداية حفلة خطوبتي - فقد كانت لي تجربة زواج لم تكتمل في عمر مبكر من حياتي و لم تتجاوز مرحلة الخطوبه - كنت اجلس انا و ابي و امي و اختي و زوجها ، زوج اختي كان شاباً صغيراً يقربني في السن ، اكبر مني بعام واحد ، و ان بدا اكبر ، كان شخصيه اجتماعيه كثيرة الكلام و المزاح ، ليلتها كان يرتدي بدلة و ربطة عنق ، بينما انا العريس كنت ارتدي قميصاً عادياً ، وقتها ظن بعض أهل العروس الذين لم يروني من قبل ان العريس هو زوج اختي و ليس انا ، لأنني كنت اجلس صامتاً ، بقميصي البائس و صمتي الاكثر بؤساً .